رئيس وزراء المغرب المكلف: لو كانت أمي بعمري لأصبحت أمينة الحزب بدلاً مني

بن كيران يتحدث عن بعض حياته الشخصية


رئيس وزراء المغرب المكلف: لو كانت أمي بعمري لأصبحت أمينة الحزب بدلاً مني


لندن - كمال قبيسي

ما أتعس الصحافي الذي يحاول جمع المعلومات الشخصية عن رئيس وزراء المغرب المكلف، عبد الإله بن كيران، لأنه سيجهد ويتعب ويعود بسلة فارغة، فليس فيما كتبوا عنه الشيء الكثير عن حياته الشخصية، لأن الإسلاميين لا يميلون لهذا النوع من الأحاديث.

مع ذلك انشرح بن كيران حين اتصلت به "العربية.نت" ليل اليوم الثلاثاء، وكان محاطا على ما بدا من الضجيج المترامي من هاتفه النقال بحشود من المهنئين، وهو وسطهم في مدينة مدليت، أو "باريس الصغيرة" كما يسمونها، بعد أن اجتمع الى الملك محمد السادس وكلفه بتشكيل أول رئاسة وزراء يعرفها المغاربة مباشرة بالتصويت الشعبي.

ورئيس وزراء المغرب المكلف هو صاحب نكتة وضحوك بامتياز، الى درجة أنه ينهي كل عبارة بضحكة واضحة، خصوصا عندما سألته "العربية.نت" عما لا يعرفه، ولا المغاربة يعرفونه أيضا، وهو: ما معنى كلمة كيران؟

قال: "كيران.. كيران. تعرف، لم يسألني أحد عنها قبل الآن. انها ليست كلمة عربية، ولا معنى لها. الا اذا كانت مثنى كير" ثم تلاها بضحكة قوية.

ووردت كير في قول للرسول، صلى الله عليه وسلم: "انما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك أما أن يجذبك واما أن تبتاع منه واما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير اما أن يحرق ثيابك واما أن تجد منه ريحا منتنة". الا أن عبد الاله بن كيران كان يمزح بالطبع، فالكلمة بالمغربية العامية القديمة ولا تعني شيئا، انما هي اسم فقط.

وقال رئيس الوزراء المغربي الجديد انه ارتدى ربطة عنق حين قابل الملك اليوم كما تقضي الأعراف، فسألته "العربية.نت" من أين حصل عليها، هل استعارها من أحدهم أم منحوها له في القصر قبل دقائق من مقابلته الملك، أم اشتراها، وكم دفع ثمنها ؟
قال: "لا، ليس هذا كله، انما وجدتها عندي في البيت". وسألناه: "كيف يكون عندك ربطة عنق في البيت وأنت عدو لربطات العنق لا ترتديها أبدا" ؟ قال: "لا أدري، وجدتها هناك. انها للمناسبات فقط".

وذكر بن كيران، الذي يهوى المشي ولعب الشطرنج "ولكن باعتدال كبير" انه لا يعاني من أي مرض "سوى بعض الضغط العالي، ونسبته يمكن السيطرة عليها". وتحدث عن والده الذي توفي عن عمر 90 سنة، فقال انه كان له وما يزال المثل الأعلى في حياته "لقد توفي وأنا مراهق عمري 16 سنة، وبقيت أبكيه طوال أكثر من 7 أعوام (..) كان عزيزا وطيفه دائما في مخيلتي، وصورته في رأسي".

ابنته المعاقة بشلل تام

وتحدث عن والدته، التي ما زالت حية وعمرها أكثر من 90 سنة وتقيم معه، فذكر أنها مصدر ارتباطه بكل ما هو مثالي وجميل في هذه الحياة "ولو كانت بعمري الآن لتولت عني منصب أمين حزب العدالة والتنمية.. قد يكون هذا التعبير مجازيا، لكنه يلخص كل شيء" كما قال.

وذكر عبد الاله بن كيران، الذي ولد في 1954 بحي العكاري الشعبي في الرباط، أنه متزوج من مغربية، وهي لا تعمل بل ناشطة معه في الحزب، وهو أب منها لستة أبناء، جميعهم بالغين ومتزوجين "إلا صغيرة البنات، وآخر صغير الذكور، وهو ما زال طالبا في الجامعة، وعمره 20 سنة". وعن صغيرة البنات البالغ عمرها 12 عاما، قال إنها مصابة بإعاقة كاملة "يعني مشلولة شللا تاما" وفق تعبيره.

وقال رئيس الوزراء المكلف إنه لا يلزم بناته بارتداء الحجاب، ويهوى الموسيقى المعتدلة والجميلة فقط "وحين كنت شابا كنت أميل لأي موسيقى. أما الآن، فلا أميل لهذه التي يسمونها موسيقى فاحشة. وعلى أي حال فنحن في المغرب لن نمنع شيئا، إلا كما يتيحه القانون".

وكان يمكن لهذا الحديث الذي استمر بين 8 و10 دقائق أن يستمر أكثر ويمتد الى قضايا كثيرة، لكن بن كيران الذي علمت "العربية.نت" بأنه لم يقبل يد الملك حين لقائه به في ميدلت، كان منهمكا بالمهنئين وسمعناه يشكرهم واحدا واحدا، ومعهم شكر "العربية.نت" أيضا، وقال: "هذا يكفي اليوم، والطريق أمامنا طويل، وأنا منهمك كما تسمع".

Regards,
Walid. 

حصيلة الانتخابات المغربية.. فاز الإسلاميون وانهار خطابهم المدغدغ للمشاعر

حصيلة الانتخابات المغربية.. فاز الإسلاميون وانهار خطابهم المدغدغ للمشاعر

الرباط - فراج إسماعيل

أعلن الطيب الشرقاوي وزير الداخلية المغربي في مؤتمر صحافي بعد ظهر السبت بتوقيت الرباط أن النتائج المؤقتة أكدت فوز التيار الإسلامي ممثلا في حزب العدالة والتنمية بـ80 مقعدا من إجمالي 395 مقعدا في مجلس النواب، وبلغت نسبة المشاركة 45.40 في المائة، وستعلن النتائج النهائية غدا الأحد.

هذه الأغلبية العددية تجعل العدالة والتنمية على رأس تحالف حزبي لتشكيل الحكومة القادمة. وفور إعلان النتائج أكد عبدالإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية استعداده لإدارة حكومة وفق المعطيات التي تحافظ على استقرار المغرب وعلاج مشاكله، وكذلك استعداده للتحالف مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة، ردا على ما أعلنه حزب الاستقلال الذي حصد 45 مقعدا عن اتجاهه للائتلاف مع "العدالة والتنمية"، فيما حل التجمع الوطني للأحرار الذي يسمى بحزب الحمامة ثالثا وفاز بـ38 مقعدا، وكان قد دخل في مشادات وتجاذبات عنيفة مع الإسلاميين أثناء الحملات الانتخابية.

تفصيل النتائج

وجاءت النتائج كالتالي: حزب العدالة والتنمية 80 مقعدا، حزب الاستقلال 45 مقعدا، حزب التجمع الوطني للأحرار 38 مقعدا، حزب الأصالة والمعاصرة 33 مقعدا، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 29 مقعدا، الحركة الشعبية 22 مقعدا، الاتحاد الدستوري 15 مقعدا، حزب التقدم والاشتراكية 11 مقعدا، الحزب العمالي مقعدان، حزب التجديد والإنصاف مقعدان، الحركة الديمقراطية الاجتماعية مقعدان، حزب البيئة والتنمية المستدامة مقعدان، حزب العهد الديمقراطي مقعدان، جبهة القوى الديمقراطية مقعد واحد، حزب العمل مقعد واحد، حزب الوحدة والديمقراطية مقعد واحد، حزب الحرية والعدالة الاجتماعية مقعد واحد، حزب اليسار الأخضر المغربي مقعد واحد.

وكشفت النتائج عن صمود الأحزاب الأخرى بتعدد توجهاتها، وقدرتها على المنافسة أمام "تيار ديني" يعد هو الأقرب لمجتمع محافظ بخطابه المطروح. ففي حالة حصول حزب العدالة والتنمية على 100 مقعد كما أعلن زعيمه بن كيران فذلك يعني أنه فائز عدديا بنسبة ربع المقاعد تقريبا، وأن ثلاثة أرباع البرلمان تسيطر عليها تيارات أخرى.
وهذا يطرح بدوره الشكل النهائي للفسيفساء السياسية والاجتماعية لمجتمعات المغرب العربي. فحزب النهضة الفائز في تونس لم يستحوذ على أغلبية مطلقة وتقاسم السلطة في النهاية بترويكا ثلثاها لصالح الحداثيين والليبراليين، وإن كان هو على رأس الحكومة.

المقاعد التي حققها "العدالة والتنمية" القريب من نهج النهضة ووسطيته قد تضعه على رأس الحكومة، لكنها كشفت عن واقع جديد، وهو أن خطاب التيار الإسلامي السياسي بلغته التقليدية لم يعد يدغدغ مشاعر المجتمع كالعادة، وأن الأمر تغير عن آخر انتخابات حقق فيها هذا التيار فوزا كاسحا، وهو الذي حصل في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.

ولهذا صارت اللغة متقاربة للغاية بين الإسلاميين والليبراليين في المعترك السياسي، والرهان في النهاية يكون لصالح من يقدم برنامجا واقعيا لحل المشاكل الاقتصادية وأبرزها البطالة وجلوس كثير من خريجي الجامعات بلا عمل.

وفي نظر الراصدين لذلك التغير في المزاج الانتخابي لا يستطيع الإسلاميون البقاء في الحكم وحوز الأغلبية دائما اعتمادا على التوابل الدينية إن لم يتوج وصولهم إلى إدارة الحكم بنتائج ملموسة.

بن كيران لـ"العربية.نت": الدولة الدينية انتهت من زمان. لم ولن يكون لها وجود

بن كيران لـ"العربية.نت": لو أردنا الفشل في الحكم سنفرض الحجاب على المغربيات

الرباط – فراج إسماعيل

في المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط كانت مشاهد الفرحة طاغية. شباب وفتيات.. رجال ونساء جاءوا ليحتفلوا بفوز هذا الحزب الإسلامي بأول انتخابات تشريعية تجري في ظل الدستور الجديد.

كان الفوز متوقعا.. لكن البعض وصفه بالنصر الذي لم يكن الإسلاميون يحلمون به على حد ما جاء على غلاف صحيفة "أخبار اليوم" المستقلة.

"العربية.نت" ذهبت إلى هناك لتلتقي بعريس هذه الفرحة عبدالإله بن كيران زعيم العدالة والتنمية ليخصها بأول حوار بعد الفوز وقبل أن يشق طريقه نحو رئاسة الحكومة التي سيشكلها على الأرجح بالتحالف مع أحزاب أخرى.

قلت لبن كيران: مبروك.. انتهيت من الجهاد الأصغر وهو الحصول على الأغلبية العددية والآن ستبدأون جهادا أكبر وهو تشكيل الحكومة وإثبات أنكم كإسلاميين قادرين على الحكم وليس مجرد ظاهرة في صفوف المعارضة.

أجاب بثقة: العدالة والتنمية سيحاول أن يدير المسؤولية بطريقة إيجابية لصالح المغرب وبحيث تصبح تجربته مقياسا مقبولا للبناء عليه في الأمة العربية والإسلامية.

سألته: لكن التخوف يظل كبيرا من قدرتكم على إدارة الواقع بعيدا عن دغدغة العواطف.

قال عبدالإله بن كيران بأنه تخوف مشروع. فنحن لم يسبق لنا المشاركة في إدارة الحكم، ولكن يبدو أن التجربة الجديدة فيها عنفوان وصلاحيات جديدة للحكومة في إطار الاستمرارية الملكية واحترام القانون. يجب علينا أن نحافظ على الاستقرار والإصلاحات في إطار سليم.

الحكم بمنظور سياسي

وردا على سؤال آخر أكد أن حزبه سيحكم من منظور أنه حزب سياسي وليس ديني. الخطاب الديني مكانه المسجد. نحن حزب يمارس السياسة ولن نتدخل في الحياة الشخصية للناس.

قلت له: لن تفرضوا على النساء الحجاب أو النقاب؟.. أجاب: إذا أردنا الفشل فشلا مطلقا فسنفعل ذلك. لن نتدخل في اختيارات الناس. لن نفرضه على إمراة واحدة وليس كل النساء إذا كنا جادين في النجاح.

وعندما قلت له: هل وصول حزب إسلامي إلى الحكم حقق للمغرب نزاهة الانتخابات وجعلها تتجاوز مخاطر الربيع العربي.. قال عبدالإله بن كيران: دائما المغرب كانت له طريقته الخاصة التي لا تهدد استقراره.

وحول معنى تصريحه بأن وزارات السيادة انتهت دون رجعة.. قال بن كيران: كانت كل الوزارات قبل هذه الانتخابات وزارات سيادة وكانت هناك وزارات يركز عليها الملك تركيزا خاصا.. الآن لم تعد هناك حاجة لذلك.. فالملك هو رئيس الدولة. القضية .. كيف سيدير رئيس الحكومة علاقته مع الملك وهذه نقطة الإشكال ولكني متفائل.

سألته: هل نحن في هذه المنطقة التي تشمل مصر وتونس المغرب على أعتاب ربيع الدولة الدينية؟ قال عبدالإله بن كيران: الدولة الدينية انتهت من زمان. لم ولن يكون لها وجود.

وعن كيفية تشكيل الحكومة قال إن حزب العدالة والتنمية سيتجه للتحالف مع الأحزاب الأخرى فيما عدا حزب الأصالة والمعاصرة بسبب أساليبه السياسية السابقة.

بن كيران كان قد صرح لصحيفة "أخبار اليوم" المغربية قبل إعلان نتائج الانتخابات بأنه سيسعى لتكوين حكومة قوية وناجحة على أساس الكفاءة والنزاهة ومن الشباب إذا كان ذلك ممكنا فلا أرى نفسي رئيسا للحكومة يشتغل مع وزراء أكبر منه سنا.

نجم الدين الطوفي.. استخدم عقله فاتهمه علماء السلطة بالزندقة

المصرى اليوم | نجم الدين الطوفي.. استخدم عقله فاتهمه علماء السلطة بالزندقة

في مواجهة الخطاب النقلي الذي يحجم دور العقل ويلجمه، هذا الخطاب الديني الذي ظل مسيطراً علي الساحة الفقهية الإسلامية قروناً عدة، ظهر في القرن السابع الهجري فقه جديد، فقه يعلن صراحة اعتماد مصالح المسلمين ورعايتها وتقديمها علي بعض النصوص التي لم تثبت، وكان صاحب هذا الفقه هو نجم الدين الطوفي «٦٥٧-٧١٦هـ».


هو أبوربيع سليمان بن عبدالقوي بن عبدالكريم الطوفي، ولد بقرية طوف أو طوفا «من أعمال صرصر في العراق»، ودخل بغداد في عام ٦٩١هـ، ورحل إلي دمشق سنة ٧٠٤هـ، ثم انتقل إلي مصر في عام ٧٠٥هـ، ثم جاور الحرمين وتوفي بالخليل.


وقد أثني عليه العديد من العلماء فوصفوه بـ «الفقيه الحنبلي الأصولي المتفنن»، وقال عنه الذهبي «كان ديناً ساكناً قانعاً» أما الصفدي فيري فيه «فقيهاً حنبلياً عارفاً بفروع مذهبه فاضلاً لبيباً، له مشاركة في الأصول وهو منها وافر المحصول».


ترك الطوفي ثروة هائلة من كتب العلم فألف في علوم القرآن والحديث سبعة كتب، وفي الفقه وأصوله اثنين وعشرين كتاباً، وفي اللغة والأدب عشرة كتب، إلا أن كل مؤلفاته تظل في ناحية ومصنفه في شرح «الأربعين النووية» في ناحية أخري، حيث أرسي هذا المؤلف نظرته الاجتهادية السابقة في تقديم المصلحة علي ما سواها، حيث توقف الطوفي طويلاً عند شرح الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول صلي الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار»، وأفاض الطوفي في شرح الحديث، وانتهي إلي اعتبار رعاية المصلحة دليلاً شرعياً، بل أقوي أدلة الشرع.


كان الطوفي مدركاً خطورة ما هو مقدم عليه، فكر كثيراً قبل أن يطرح القضية.. تردد أحياناً، لكنه قرر أن يضيء المصباح حتي لو احترق هو بناره، كان يعلم ما سيجره عليه رأيه من هجوم الفقهاء وغضب العامة، لكنه قررألا يكتم علماً يراه في صالح دينه ولذلك نجد الرجل في مقدمة كتابه يمهد الأمر للقارئ بقوله: «أوصيك أيها الناظر فيه.. ألا تسارع فيه إلي إنكار خلاف ما ألفه وهمك، وأحاط به علمك، بل أجد النظر وجدده وأعد الفكر ثم عاوده، فإنك حينئذ جدير بحصول المراد».


ولم يكن لرأي علي هذا القدر من الجرأة أن يمر دون أن ينبري فقهاء النقل لمطاردته، فقد صدموا في الرجل، هذا الفقيه الحنبلي، الذي كان يكرمه قاضي القضاة «سعد الدين الحارثي الحنبلي»، وكان يبجله، ويقربه إليه، فرتبه في مواضع دروس الحنابلة، وأحسن إليه، هكذا فجأة ينقلب عليهم.. لم يسكتوا عنه، لكنهم اغتالوه.. ماديا وأدبيا كما يقول د.محمد نور فرحات في كتابه «البحث عن العقل».


أما الاغتيال المادي فقد عاناه الطوفي في حياته علي أرض مصر، فقد اتهم بالتشيع والرفض ــ رغم مؤلفاته في الرد علي الشيعة والدفاع عن السنة وتصحيح الأحاديث ــ وغضب عليه أستاذه القاضي سعد الدين الحارثي لمخالفته منهجه، وأوغر بعض الناس صدر القاضي عليه، وادعوا علي الطوفي تطاوله علي القاضي في مجلسه، وأوحوا إلي القاضي أن نجم الدين يهز أركان السلطنة، ويقوض سلطة الحنابلة، فحوكم الرجل وصدر ضده حكم بضربه وتعزيره، وطيف به علي حمار في طرقات القاهرة، وأغري به السفهاء والعامة، ونودي عليه وصرف عن جميع ما كان بيده من المدارس وحبس أياماً ثم نفي إلي قوص في صعيد مصر، فغادر القاهرة ولم يعد إليها بعدما ذاق فيها مرارة الحبس، وذل التعزير.


أما الاغتيال الفكري والأدبي فلم يسلم منه الطوفي في حياته، وامتد لبعد مماته، فهجاه «ابن رجب المكتوم» هجاءً شديداً وهاجمه الشيخ محمد زاهد الكوثري، ورغم القاعدة التي يعلمها الفقهاء والتي تقول «كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتي يبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه»، إلا أن الرجل طعن في دينه، وعده البعض شيعياً والبعض لمزه في علاقته بالنصاري، وهكذا ــ بقدرة قادر ــ تحول الفقيه الحنبلي إلي زنديق وخارج علي الملة وطاعن في الدين لا لشيء إلا لأنه اجتهد.. وأعمل عقله.

Regards,
Walid.

رسالة الطوفي : رعاية المصالح

رسالة الطوفي: رعاية المصالح

 

اعلم أن أدلة الشرع تسعة عشر بابا للإستقراء لا يجد بين العلماء غيرها:

1.      الكتاب

2.      السنة،

3.      إجماع الأمة،

4.      إجماع أهل المدينة،

5.      القياس،

1.      قول الصحابي،

2.      المصلحة المرسلة،

3.      الاستصحاب،

4.      البراءة الأصلية،

5.      العادات،

1.      الاستقراء،

2.      سد الذرائع،

3.      الإستدلال،

4.      الاستحسان،

5.      الأخذ بالأخف،

1.      العصمة،

2.      إجماع أهل الكوفة،

3.      إجماع العشرة عند الشيعة،

4.      إجماع الخلفاء الأربعة،

 

وبعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه ومعرفة حدودها ورسومها والكشف عن حقائقها وتفاصيل أحكامها مذكور في أصول الفقه.

 

ثم عن قول النبي (ص) "لا ضرر ولا ضرار" يقتضي:

رعاية المصالح إثباتا ونفيا، والمفاسد نفيا،

إذ الضرر هو المفسدة، فإذا نفاها الشرع لزم إثبات النفع الذي هو المصلحة، لأنهما نقيضان لا واسطة بينهما،

 

وهذه الأدلة التسعة عشر أقواها النص والإجماع، ثم هما إما أن يوافقا رعاية المصلحة أو يخالفاها:

-         فإن وفقاها فبها ونعمت ولا تنازع إذ قد اتفقت الأدلة الثلاثة على الحكم وهي النص والإجماع ورعاية المصلحة المستفادة من قوله عليه السلام "لا ضرر ولا ضرار"،

-         وإن خالفاها وجب تقديم رعاية المصلحة عليهما بطريق التخصيص والبيان لهما لا بطريق الافتئات عليهما والتعطيل لهما، كما تقدم السنة على القرآن بطريق البيان،

 

وتقرير ذلك أن النص والإجماع إما أن لا يقتضيا ضررا ولا مفسدة بالكلية أو يقتضيا ذلك،

§        فإن لم يقتضيا شيئا من ذلك فهما موقوفان لرعاية المصلحة،

§        وإن اقتضيا ضررا فإما أن يكون مجموع مدلولهما ضررا ولابد أن يكون من قبيل ما استثني من قوله عليه السلام "لا ضرر ولا ضرار" جمعا بين الأدلة،

 

The aesthetic vs the religious

It always puzzled me that the religious perspective could be so overbearing and imposing on the human experience. While it recognizes the innate human ability to be drawn towards good and being repelled from evil, it is failing nowadays to trust this faculty by putting it to test. The aesthetic human faculty endows man with the ability to seek beauty and avoid ugliness. In the name of human protection and guaranteeing his sense of aestheticism, religion imposes its dogmatic divinely revealed rules. The process is carried with an innocence more fleeting than a the whisper of cold spring breeze on your cheek. Its impact is quite different. It is rather like a dagger at the heart of your aesthetic faculties. "La Darar Wa La Dirar", the prophetic hadith says, meaning "No harm shall be committed or received". It is one golden rule that is in synch with our humanity and can guide our actions. The religious classical doctrine will not accept the exclusivity and the precedence of the "no harm" prophetic rule. If a muslim refrains Vodka to avoid its harm over the mind and the body, not withstanding the Quranic revealed injunction, it is not considered enough by the mainstream. Should the Quranic rulings be treated as educational pointers rather than absolute injunctions ? 

The answer to the above question will shape the future societies we are hoping to form at the outset of the arab spring.  

Regards,
Walid.

Abraham's sacrifice: Personal Reflection

Abraham's sacrifice: Personal Reflection

It is the season of islamic pilgrimage. It is the time for the greatest feast of Sacrifice which almost sounds like a name rooted in the most primitive pagan festivities. But, to the contrary, the Islamic feast of Sacrifice is a celebration of the victory of Abrahamic religion of One God over the pagan polytheistic practices. Prophet Abraham is labeled as the father of the new monotheistic faith and he is accepted as such by the three major monotheistic religions: Judaism, Christianity and Islam. It is the celebration of Abraham's sincere commitment towards His Lord, a commitment which was dramatically expressed through the selfless willingness of Abraham to sacrifice his older and most beloved son. Prophet Abraham was able to withstand the difficult test and still keeps his son who was replaced by a ram as the object of sacrifice. The incident was so powerful that it was narrated in Quran as well as in the Bible. It was transformed into an enduring myth which got implanted in the mass consciousness and was transmitted from generation to generation in the form of pilgrimage to the holy city of Mecca where Abraham build the Kaaba, the house of God. Shrouded in a veil of ritualistic practices and animal sacrifices, the story of the father willing to kill his son became distant and mute. It became a special quarrel between the Omnipotent God and His prophet who emerged from this encounter as a Super Being deserving the title of "Companion of God" or "خليل الله". if the soul goal of the story is to prove the supremacy of Abraham and his closeness to God, then we can all attest to the resounding success. The story of sacrifice defies all rational and ethical boundaries. It leaves the most acute and philosophical intellect utterly exhausted and gasping for air. Interesting enough, the simple religious mind is willing for peaceful acceptance of the story than the intellectual mind. This peaceful resolution and acceptance will render the story more mysterious and foggy. The story becomes a testimony to the power of religious narrative in challenging the human mind and shredding it to pieces without the single regret. By doing so, the secular mind is faced with one question: "Take it or leave it". And, by leaving the story, the rest of the religious heritage is doomed to the same fate. Beyond the harsh showdown between the sacred and the profane in perceiving the story of the sacrifice, is there a human perspective which places the Abrahamic myth is a more universal setting ?

Regards,
Walid.