نجم الدين الطوفي.. استخدم عقله فاتهمه علماء السلطة بالزندقة

المصرى اليوم | نجم الدين الطوفي.. استخدم عقله فاتهمه علماء السلطة بالزندقة

في مواجهة الخطاب النقلي الذي يحجم دور العقل ويلجمه، هذا الخطاب الديني الذي ظل مسيطراً علي الساحة الفقهية الإسلامية قروناً عدة، ظهر في القرن السابع الهجري فقه جديد، فقه يعلن صراحة اعتماد مصالح المسلمين ورعايتها وتقديمها علي بعض النصوص التي لم تثبت، وكان صاحب هذا الفقه هو نجم الدين الطوفي «٦٥٧-٧١٦هـ».


هو أبوربيع سليمان بن عبدالقوي بن عبدالكريم الطوفي، ولد بقرية طوف أو طوفا «من أعمال صرصر في العراق»، ودخل بغداد في عام ٦٩١هـ، ورحل إلي دمشق سنة ٧٠٤هـ، ثم انتقل إلي مصر في عام ٧٠٥هـ، ثم جاور الحرمين وتوفي بالخليل.


وقد أثني عليه العديد من العلماء فوصفوه بـ «الفقيه الحنبلي الأصولي المتفنن»، وقال عنه الذهبي «كان ديناً ساكناً قانعاً» أما الصفدي فيري فيه «فقيهاً حنبلياً عارفاً بفروع مذهبه فاضلاً لبيباً، له مشاركة في الأصول وهو منها وافر المحصول».


ترك الطوفي ثروة هائلة من كتب العلم فألف في علوم القرآن والحديث سبعة كتب، وفي الفقه وأصوله اثنين وعشرين كتاباً، وفي اللغة والأدب عشرة كتب، إلا أن كل مؤلفاته تظل في ناحية ومصنفه في شرح «الأربعين النووية» في ناحية أخري، حيث أرسي هذا المؤلف نظرته الاجتهادية السابقة في تقديم المصلحة علي ما سواها، حيث توقف الطوفي طويلاً عند شرح الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول صلي الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار»، وأفاض الطوفي في شرح الحديث، وانتهي إلي اعتبار رعاية المصلحة دليلاً شرعياً، بل أقوي أدلة الشرع.


كان الطوفي مدركاً خطورة ما هو مقدم عليه، فكر كثيراً قبل أن يطرح القضية.. تردد أحياناً، لكنه قرر أن يضيء المصباح حتي لو احترق هو بناره، كان يعلم ما سيجره عليه رأيه من هجوم الفقهاء وغضب العامة، لكنه قررألا يكتم علماً يراه في صالح دينه ولذلك نجد الرجل في مقدمة كتابه يمهد الأمر للقارئ بقوله: «أوصيك أيها الناظر فيه.. ألا تسارع فيه إلي إنكار خلاف ما ألفه وهمك، وأحاط به علمك، بل أجد النظر وجدده وأعد الفكر ثم عاوده، فإنك حينئذ جدير بحصول المراد».


ولم يكن لرأي علي هذا القدر من الجرأة أن يمر دون أن ينبري فقهاء النقل لمطاردته، فقد صدموا في الرجل، هذا الفقيه الحنبلي، الذي كان يكرمه قاضي القضاة «سعد الدين الحارثي الحنبلي»، وكان يبجله، ويقربه إليه، فرتبه في مواضع دروس الحنابلة، وأحسن إليه، هكذا فجأة ينقلب عليهم.. لم يسكتوا عنه، لكنهم اغتالوه.. ماديا وأدبيا كما يقول د.محمد نور فرحات في كتابه «البحث عن العقل».


أما الاغتيال المادي فقد عاناه الطوفي في حياته علي أرض مصر، فقد اتهم بالتشيع والرفض ــ رغم مؤلفاته في الرد علي الشيعة والدفاع عن السنة وتصحيح الأحاديث ــ وغضب عليه أستاذه القاضي سعد الدين الحارثي لمخالفته منهجه، وأوغر بعض الناس صدر القاضي عليه، وادعوا علي الطوفي تطاوله علي القاضي في مجلسه، وأوحوا إلي القاضي أن نجم الدين يهز أركان السلطنة، ويقوض سلطة الحنابلة، فحوكم الرجل وصدر ضده حكم بضربه وتعزيره، وطيف به علي حمار في طرقات القاهرة، وأغري به السفهاء والعامة، ونودي عليه وصرف عن جميع ما كان بيده من المدارس وحبس أياماً ثم نفي إلي قوص في صعيد مصر، فغادر القاهرة ولم يعد إليها بعدما ذاق فيها مرارة الحبس، وذل التعزير.


أما الاغتيال الفكري والأدبي فلم يسلم منه الطوفي في حياته، وامتد لبعد مماته، فهجاه «ابن رجب المكتوم» هجاءً شديداً وهاجمه الشيخ محمد زاهد الكوثري، ورغم القاعدة التي يعلمها الفقهاء والتي تقول «كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتي يبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه»، إلا أن الرجل طعن في دينه، وعده البعض شيعياً والبعض لمزه في علاقته بالنصاري، وهكذا ــ بقدرة قادر ــ تحول الفقيه الحنبلي إلي زنديق وخارج علي الملة وطاعن في الدين لا لشيء إلا لأنه اجتهد.. وأعمل عقله.

Regards,
Walid.
2 responses

ويقول الإمام أبو زهرة في كتابه (ابن حنبل):<o:p></o:p>

ومن الملاحظ أن الطوفي لم يأت بمثال واحد يرينا فيه كيف أن المصلحة عارضت النص وكيف تقدم عليها ، حتى نستيقن مما يقول ، وما ذلك إلا لأنه لم يجد مطلقا بعد طول الاستقراء والبحث حالة واحدة تعارض فيها المصلحة النص لأن ذلك التعارض أمر متوهم<o:p></o:p>

<tr><td width="102">

<o:p></o:p>

</td><td width="383">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

<u>Banan Information Technologies<o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Dirassat Beirut [mailto:post=dirassat.posterous.com@posterous.com] On Behalf Of Dirassat Beirut
Sent: Saturday, November 26, 2011 7:33 PM
To: mohamad.akra@ebanan.com
Subject: [dirassat] نجم الدين الطوفي.. استخدم عقله فاتهمه علماء السلطة بالزندقة<o:p></o:p>

  ?how about sipping a cup of light wine in a social gathering

The maslaha is the social gathering. There is no harm given it is light wine with small quantity. Jurists will reject it on the basis of the quranic injunction