جدل بين فلكيين وشرعيين حول دخول العيد في السعودية برؤية "زحل"
http://www.alarabiya.net/articles/2011/08/31/164873.html
مازال الجدل مستمراً حول التباين في الآراء بين الفلكيين من جهة والشرعيين من جهة أخرى، خصوصاً حول رؤية هلال شهر شوال الحالي، وفيما أعلن القرار الرسمي وانطلقت احتفالات عيد الفطر المبارك وبقيت الأسئلة الحائرة حول ذلك التباين، اعتذر العديد من الخبراء الفلكيين في جهات عديدة ومنها أقسام الفلك بالجامعات عن الخوض في الأمر حتى يتضح، مؤكدين استمرار لقاءات دورية بين شرعيين وفلكيين على مستويات عديدة للوصول لحل يجمع الأطراف ويحظى بإقرار الجهات الرسمية. وأضاف خبير لـ”العربية نت”، رفض ذكر اسمه، أن “هذا الموضوع يحتاج إلى وقت لا أحد يستطيع أن يحدده، لكن الجهات المختصة تحرص وتهتم به، وهو قيد عنايتها واللقاءات لا تتوقف”.
وحول ثبوت الرؤية رغم النفي الفلكي باستحالة ذلك توقع المصدر “أنه في هذه الحالة لم يبق من تفسير إلا فرضيات حول نوعية الشهود بأن لهم قدرات خاصة ربما مكنتهم من ذلك، وهو أمر لن يحسمه إلا فيزيائيون بصريون”.البيان الرسمي حسم الأمر
ومن جهة أخرى انتقد الفلكي خالد الزعاق ما وصفه بـ”التصريحات غير المسبوقة” لفلكيين حول الموضوع، مشيراً لـ”العربية نت” إلى أن ذلك “من المفترض ألا يحدث في ظل البيان الرسمي الحاسم للأمر”. وأضاف الزعاق: “هناك تقويم رسمي للدولة عمل على إعداده فلكيون وشرعيون وهو مقر، فلماذا هذه الإثارة؟ وماذا سينتج عنها ولماذا هذه البلبلة على المسلمين”. واعتبر أنه “في ظل وجود الرؤية الشرعية وتوافر شروطها في الشاهد فلا مجال للخوض في أمر كهذا”، وطالب كل من يتحدث عن الأمر بـ”ترك الناس يحتفلون بالعيد في أجواء الفرح والمتعة والبركة لهذه المناسبة الكريمة”. وكان مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قد أكد مساء أمس الاثنين لصحيفة “عكاظ” أن موعد ظهور الهلال والأماكن التي يتحرى فيها عائد إلى الهيئة الفلكية.
فيما قال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي إن موعد ظهور هلال العيد مختلف، قائلاً “ربما تأخر بعد الغروب بدقيقة أو بعشر دقائق أو أقل أو أكثر، وهذا راجع لحسب ولادته والمنطقة التي يتحرى فيها”، مشيراً إلى “إمكانية رؤية الهلال إن وجد بعد الغروب بوقت كافٍ”، وأكد أن “بعض علماء الفلك أكد رؤيته لهذا العام”.بن منيع يرفض رأي “الفلك”
ومن جهته رفض عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع ما صدر عن بعض المختصين في علم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز من أن غروب الشمس قبل القمر بثلاث دقائق يوم الاثنين الموافق 29 رمضان سيجعل رؤية هلال شوال غير ممكنة فلكياً وحسياً. وقال في بيان صحافي أمس: إذا جاءنا عدلان يشهدان برؤية الهلال مساء يوم الاثنين الموافق 29 رمضان الجاري، فيجب قبول شهادتهما والعمل بمقتضاها، فقد اتفق على صحة الرؤية التوقيتان الفلكي والشرعي، مضيفاً: “لا عبرة للقول بعدم إمكان الرؤية لما فيها من تقييد قدرة الله وفضله على من يشاء من عباده بقوة الإبصار”. وأشار المنيع إلى أن القول بعدم إمكانية الرؤية مع التسليم بأن الشمس غربت قبل القمر هو محل نظر، موضحاً أن الصحيح المتفق مع المقتضى الشرعي أن الفلك إذا قرر علمه أن الشمس قد غربت قبل القمر وأن القمر غرب قبلها بزمن كثير أو قليل فإذا جاءنا من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فلا شك أن هذه الرؤية ممكنة ومنفكة عما يكذبها”. وأضاف “إذا أجريت مع الشاهد إجراءات التعديل وانضم معه في الشهادة آخر وجرى تعديله فيجب الأخذ بالشهادة لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”. وليس أمام هذه الشهادة ما يدعو لردها.
وبيّن أن القول بعدم إمكان الرؤية والحال ما ذكر غير صحيح، طالما أن الشمس غربت قبل القمر، لافتاً إلى أن الله تعالى أعطى بعض الناس قوة إبصار يستطيعون بها متابعة الهلال مع الشمس قبلها أو بعدها، مشيراً إلى بيان المحكمة العليا عن هلال رمضان هذا العام 1432هـ، حيث جاء فيه أنه تقدم للمحكمة من شهدوا برؤية الهلال مساء يوم السبت الموافق 29/8، أمام الشمس حيث غربت الشمس بعد غروبه.تعذر الرؤية
هذا فيما أشار رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة لـ”العربية نت” إلى أن “وقائع هلال شوال1432 هـ يحدث أن يقترن القمر بالشمس ويحاذيها شهرياً أثناء دورانه حول الأرض وكان محاذياً لها - بإرادة الله عز وجل - صباح الاثنين المنصرم 29 رمضان 1432هـ عند الساعة السادسة وأربعة دقائق صباحاً بتوقيت السعودية”. وأضاف: “يتفاوت الفارق الزمني بين غروب الشمس والقمر من مكان إلى آخر اعتماداً على خطوط الطول والعرض ففي شرق السعودية يكاد يكون غروبهما معاً وكلما اتجهنا غرباً، حيث يتأخر غروب الشمس يحدث أن يتخلف القمر قليلاً عن الغروب”. وأكد باصرة أن “ارتفاع الدرجة الواحدة عن الأفق يعني الوقوع في الطبقة ذات الكثافة العالية في الغلاف الجوي نتيجة القرب من سطح الأرض والذي يعاني من الغبرة والأبخرة وتلوثات الصناعة. ولنا أن نتخيل ما يعاني ضوء الهلال بضآلته حجمه وضعف إضاءته وهو على أفق ذي لمعان شديد لقربه من غروب الشمس”. واستشهد بشيخ الإسلام ابن تيمية وقوله في فتاويه: “إذا كان ارتفاع الهلال أقل من درجة لا يرى”. طبعاً هذه الجملة لم تأت من فراغ، مضيفاً: “وهكذا فصعوبة واستحالة رؤية هلال الدرجة الواحدة هو ما تنتهجه جميع المعايير المتداولة اليوم لرؤية الأهلة”. وطالب باصرة بتصحيح القول المتداول بأن معايير الرؤية ثابتة ولا تتغير، مشيراً إلى أنه “لابد من العلم بأنها تتطور وتتحسن ويكفي فقط الاطلاع على المعايير عبر القرون الماضية وكيف كان تطورها وتحسينها والتغيرات الطفيفة التي تطرأ عليها بحكم تطور وسائل الرصد”، وإن “التغيير الذي يحدث للمعايير يكون بالتدريج إذ لا يمكن أن تنتقل إمكانية رؤية الهلال من عامل ارتفاع خمس درجات إلى ارتفاع درجة واحدة بشكل مفاجئ مثل ما هو من رؤية لهلال شوال 1432هـ”. واعتبر أن “شهادة الهلال بالأوضاع الراهنة بعد غروب شمس يوم الاثنين الموافق 29 أغسطس 2001 تقع في أبعد الرتب التي أشار إليها الشيخ بن عبدالسلام في قواعده وهو من الأبعد وقوعاً”. ومؤكداً “نجد في ما سبق إشارة إلى عدم إمكانية صعوبة رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين ليلة الثلاثاء في المملكة العربية السعودية في حين يمكن رؤيته بالمناظير في جنوب إفريقيا وفي أمريكا الوسطى، ويمكن رؤيته بالعين المجردة في قارة أمريكا الجنوبية فقط”.
وختم باصرة بقوله: “فيما يخص المترائين المتخصصين ذوي الخبرة الكبيرة فهم بالفعل لديهم قدرة التمييز بين الهلال وغيره من الأقمار والنجوم ونادراً ما يحدث لديهم (الاضطراب) أو الخلط”.كواكب أخرى
وكانت “فلكية جدة” قد أكدت في بيان لها تعذر رؤية هلال غرة شوال مساء الاثنين الموافق 29 رمضان، مرجعة ذلك إلى أن القمر سيكون مقترناً فلكياً مع الشمس بما يسمى “المحاق”، ووفقاً للخصائص الفلكية لشروط الرؤية الشرعية فإن الرؤية ستكون غير ممكنة في كافة مناطق المملكة وجميع العالم العربي سواء بالعين المجردة أو من خلال التلسكوب، وسيكون مشاهداً فقط في الأجزاء الجنوبية للقارة الأمريكية من خلال التلسكوب فقط.
ثم نقل عنها مساء أمس الثلاثاء غرة شوال اعتقادها أن ما شُوهد قد يكون كوكباً آخر هو (زحل)، معتبرة أنه سبق خلال سنوات ماضية أن حدثت نفس المشكلة وشوهد كوكب (عطارد).محافظة سدير السعودية
هذا فيما تمت المطالبة على فترات بإنشاء مراصد في محافظة سدير (تبعد عن العاصمة الرياض 180 كلم شمالاً ولا يتجاوز سكانها 20 ألف نسمة) التي اشتهرت بأنها من أفضل المواقع الجغرافية لصفاء أجوائها والمرتفعات المطلة على المحافظة، وأيضاً لكون أبرز من شهد بالرؤية منها، ومنهم من توارثها خلال أجيال عديدة، ومن أبرز الأسماء المترائي عبدالله الخضيري الذي اشتهر عنه أنه يخرج وحده ولا يسمح لوسائل الإعلام بمرافقته أو تصويره.