أدباء مصريون يهاجمون قيادياً سلفياً اتهم أدب محفوظ بالدعارة والإلحاد
أبدى أدباء ونقاد استياءهم من التصريحات التليفزيونية لعبدالمنعم الشحات، القيادي السلفي، عن أدب نجيب محفوظ ووصفه إياه بأنه "يحض على الرذيلة ويدور حول الدعارة وأوكار المخدرات، وأن بعض رواياته تحمل فلسفة إلحادية"، وأكدوا أنها "عودة لعصر التخلف".
وقال الناقد الأدبي، جابر عصفور، "إن هذه التصريحات ليست جديدة على الجماعات السلفية، وسبق أن أعلنوها أكثر من مرة، حتى إن الأمر وصل إلى محاولة اغتيال محفوظ على يد أحد الأفراد المنتمين للجماعات الإسلامية"، نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم" المصرية السبت.وطالب عصفور الأدباء والمثقفين بالدفاع عن تراث الاستنارة في المرحلة المقبلة. وقال: "إن محفوظ هو الهرم الرابع في مصر، وإن تصريحات الشحات محاولة لإعادة عقارب الساعة قروناً إلى الوراء".
وقال الروائي إبراهيم عبدالمجيد إن "الشحات لو استطاع أن يطالب بضبط وإحضار محفوظ لفعل ذلك فوراً". وأضاف أن "تصريحاته "مثيرة للضحك" وتعبر عن أنه جاء من الصحراء راكباً على بعير وينقصه خيمة وبجوارها عدد من "المعيز"، و"لو فاز في الانتخابات بشكل نهائي فسيتحول الأمر إلى معركة حقيقية داخل البرلمان".
وأرجع الدكتور صلاح فضل، الناقد الأدبي، هجوم السلفيين على التراث الثقافي إلى عدم نضجهم. وقال مخاطبا الشحات: "لا بد أن يعرف هذا الشيخ أن الأدب والفن لا يحكم عليهما بالمقاصد الشرعية، دون خبرة". وتابع: "عليه (الشحات) أن يحصل على دراسة في الأدب منذ الجاهلية حتى الشعر أيام الرسول، قبل هجومه على المفكرين، ليعرف أن الغزل والجنس جزء من الشعر، وأن الشعراء يسعون إلى كشف مواطن الجمال والقبح في المجتمع".
وأكد أن "أدب محفوظ لا يحض على الرذيلة، وأن تصريحات الشحات هي الجهل والرذيلة"، وشدد "على أهمية مواجهة التيار السلفي بالتعليم والثقافة حتى يدرك حقيقة الأشياء".
وقال الكاتب صلاح عيسى "إن التيار الإسلامي ليس لديه معرفة بالأدب والفن"، ووصف رأي الشحات بـ"المتزمت"، وطالب الشعب بالتعرف على الإسلاميين قبل التصويت لهم في الانتخابات.
وأكد الدكتور محمد عبدالله، مفتي الإخوان المسلمين، "أن السلفيين ليست لهم علاقة بالأدب، ولذا لا يحق لهم الحكم على الأدباء".
وقال السيناريست وحيد حامد: "لن نسمح لأي تيار متشدد بهدم الأدب أو انتقاده، لأن الأدب المصري ينتقد التخلف".