حقوق الإنسان السعودية: الداعية فيحان الغامدي قتل طفلته لشكه في سلوكها.. وقاعدة فقهية قد تنجيه من العقاب

صرحت الدكتورة سهيلة زين العابدين, عضو جمعية حقوق الانسان بالسعودية, بأن المدعو فيحان الغامدي "الداعية" قتل طفلته لشكه في سلوكها.

وتساءلت كيف يشك إنسان في سلوك طفلة لم تبلغ الخمس سنوات, مشيرة إلى أنه تم التأكد من عذرية الطفلة, وأنها لن تسكت على هذه الجريمة البشعة.

وأعربت عن خشيتها أن يفلت القاتل من العقاب بدعوى أنه يعاني حالة نفسية, أو أن تطبق عليه القاعدة الفقهية المعمول بها والواردة في كتاب "المغني" لابن قدامة: لا يقتل إن قتل ولده, ولكن تقتل الأم بقتلها ولدها.

وطالبت الدكتورة سهيلة عبر صحيفة سبق السعودية, المعهد العالي للقضاء, وكليات الشريعة بإعادة النظر في مناهجها الدراسية بعد تصحيح المفاهيم للآيات القرآنية المتعلقة بالمرأة والأحكام والعلاقات الأسرية والزوجية, وعدم الاعتماد على اجتهادات فقهاء مستندة إلى أحاديث ضعيفة وشاذة ومرسلة.

وكانت والدة الضحية قد صرحت من قبل بأن طليقها الداعية المنزوع منه الرحمة والرأفة, رغم كونه رجل دين يدعو إلى القيم والمبادئ التي يحث عليها ديننا الحنيف عبر محاضراته وبرامجه التليفزيونية, قد تسبب في دخول "لمى" المستشفى إثر إصابتها بكسر في الجمجمة, نتج عنه نزيف من الرأس, بالإضافة إلى كسر مضاعف في يدها اليسرى, فضلا عن آثار حروق على جسدها الصغير نتيجة لعمليات الكي المستمرة.


حياة الغامدي

الغامدي قال إن قصته بدأت منذ كان عمره سنة وثلاثة أشهر حيث طلق والده أمه، وبدأ حياته في الضياع ودخل والده السجن وأمه تزوجت من غيره، وتكفلت إحدى أقاربه بأخيه الأصغر، أما هو فقد أخذته جدته لأبيه، فعاش حياة الخدم والضرب والقسوة، وأخذ ينتقل من بيت إلى أخر، وأصبحت حياته جحيماً بحسب تعبيره.
الغامدي في سن التاسعة ترك الدراسة وبدأ رحلته للبحث عن أمه، حتى وجده بعض أهل الخير فذهبوا به إليها ولكن زوجها لم يتقبله حسب ما ذكرته صحيفة الوطن .
حل الغامدي بعدها ضيفاً في دار أيتام ومكث بها حتى الثالثة عشر من عمره، وخرج إلى رحلة الدمار وتعاطي المخدرات، والسفر من مكان لآخر، وأُوقف كثيراً ودخل مستشفى الأمل عدة مرات.
صاحب حادثة قتل ابنته ذكر أنه بعد ذلك وجد أخيه الأصغر ففرح به كثيراً، وكان أفضل منه بكثير، فهو مستقيم حظي بعناية واهتمام وتربية أفضل منه، فالمرأة التي ربته أحسنت تربيته ومعاملته، وذكر أنه ما إن فرح بلقاء أخيه محمد حتى بلغه نبأ وفاته في حادث مروري.
الغامدي بعدها فكر في الاستقامة، وفي إحدى ليالي رمضان وفي العشر الأواخر وهو في سيارته كان يستمع لأنشودة، فبكى وتألم وندم وعزم على العودة إلى الله.
وكانت هذه نقطة التحول في حياته، فقد اعتكف في أحد المساجد في رمضان وكان معه عدد كبير من الدعاة الذين عرفوا بحكايات تشرده منذ أن كان عمره 9 سنوات إلى 26 سنة وإدمانه المخدرات، فساعدوه في إيجاد وظيفة بوزارة التربية والتعليم، والزواج، وتحول من مدمن إلى داعية ومعالج اجتماعي ونفسي من الإدمان ورأس ماله تجربته الواقعية.