التماثيل السعودية المعروضة بأمريكا ليست "أصناماً"

التماثيل السعودية المعروضة بأمريكا ليست "أصناماً"
http://www.alarabiya.net/articles/2012/11/19/250611.html


الرياض - محمد العيدان


أكد أكاديمي سعودي مختص في علم الآثار أن التماثيل السعودية في معرض “روائع الآثار عبر العصور” الذي تنظمه هيئة السياحة والآثار في عواصم أوروبية وولايات أمريكية ليست أصناماً كما يدعي البعض، لافتاً إلى أن عدداً من الآثار محجوبة عن السعوديين، كونها لا تحتوي على قيم حضارية.


جانب من المعرض

وقال أستاذ الآثار وفنون الجزيرة العربية في جامعة الملك سعود، الدكتور حميد المزروع، لـ”العربية.نت”: “التماثيل الموجودة في “معرض روائع الآثار عبر العصور” ليست أصناماً كما يدعي البعض، بل هي هدايا نذرية، يقدمها المتعبد ليوثق حضوره الدائم أمام رمز الإله، وبما أنها صنعت لأسباب دينية يفسر ظهورها في المقابر والمعابد، وأن عددا كبيرا من التماثيل ارتبط اسمها باسم أصحابها”.

وأشار إلى أن أفضل التماثيل الأثرية متاحة للناس في المملكة، باستثناء بعض التماثيل التي لا تحتوي على قيم حضارية أو جمالية مثل شواهد القبور، أو مشاهد غير أخلاقية، أو موضوعات عن آلهة يونانية أو إغريقية، خصوصاً التي وصلت إلى الجزيرة العربية من خلال التجار الذين كانوا يجلبونها من الشام للتقرب من الإله في عروض التجارة.


تمثال بدون رأس

واعتبر أستاذ اللغات السامية والآثار في جامعة الملك سعود الدكتور سالم بن طيران أن التماثيل نِتاجُ حضارة وتمثل عنصراً فنياً مختلفاً يفهم فيها كل متخصص في فنون الجزيرة العربية والحضارة القديمة.

وشدد على المحافظة وتعريف المجتمع السعودي بها، وعرض بعض النماذج في المتاحف لما تمثله من حضارة ومعرفة تاريخية، ومعلومات قيمة عن تاريخ البلد، قائلا “نحن في القرن الواحد والعشرين والناس كلها على وعي وتعرف أهمية الآثار”.

صورة احد التماثيل

وعرضت هيئة السياحة والآثار السعودية نحو 400 أثرية سعودية في رحلة سياحية بين أشهر المتاحف العالمية وأغناها بالمقتنيات والتحف الأثرية بمرافقة وفد سعودي لاستقبال الزوار ومحاضرات توضح أهم الحضارات والأمم، التي نشأت في الجزيرة العربية.

ورفض مسؤول قطاع الآثار في السعودية الدكتور علي غبان الرد على سؤال عن وجود آثار سعودية مخبأة في المخازن ومحظورة على السعوديين مشاهدتها، وسبب قصرها على الأجانب فقط، بحجة أن المخول بالإجابة العلاقات العامة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي هي الأخرى لم تجب عن ذلك طوال خمسة أشهر.


جانب من عرض التماثيل

وذكر خبراء في علم الآثار (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) أن التماثيل الموجودة في معرض “روائع الآثار” مكتشفة على فترات زمنية مختلفة، فتمثال تاروت اكتشف في الستنيات الميلادية أثناء عمليات البحث عن آبار النفط في شرق السعودية ووجد على سطح الأرض في جزيرة تاروت، وتماثيل أخرى عثر عليها في مدينة العلا غربي السعودية في السبعينيات الميلادية، إضافة إلى تماثيل اكتشفت في تنقيبات 2004 التي قامت بها جامعة الملك سعود في العلا.

وتهدف هيئة السياحة والآثار من عرض الآثار السعودية في الخارج إبراز حضارة المملكة وتاريخها، إذ شهدت معارضها التي أقيمت في عواصم أوروبية إقبالاً كبيراً من الزوار. وستستمر في عرض آثارها في ولايات أمريكا خلال الفترة المقبلة.