مجلة التسامح - نحو خطاب إسلامي متوازن

مجلة التسامح - نحو خطاب إسلامي متوازن

وضع البروفسور عبد الله النعيم في كتابه الشجاع والمبدع (نحو إصلاح إسلامي أسلوبا جريئا قد   يستطيع من خلاله رجل القانون إعادة بناء مجالات رئيسة من القانون الإسلامي. وناقش في البابين السادس والثامن مسألة العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين ويقول بأن التقليد العقلي للمفكرين المسلمين في عصر ما قبل المحدثين الذين ساندوا بشكل متحد لحد ما سياسة تسامح محدود تجاه غير المسلمين. وتقترح هذه المقالة، على النقيض من ذلك، تسامحا كاملا (وبالتالي مساواة كاملة أمام القانون)، مبادئ تستطيع أن تجد جذورا ثيولوجية راسخة في التقليد الإسلامي لعصر ما قبل الحداثة. ودعني أوضح منذ البداية بأنني لست ثيولوجيا مسلما، ويعود الأمر بالطبع إلى المسلمين ليقروا ما إذا كانت مثل هذه الاقتراحات تمثل نظرة قد يرغبون من خلالها النظر إلى معنى الإسلام. ومن الناحية النظرية، فالإسلام هو ما يقول المسلمون أنه كذلك، وفرضيا الإسلام هو أي شيء يعتقد المسلم أنه يجب أن يكون. ويصدق الشيء نفسه على أي نظام للإيمان(1).

ويتعين علي أن أوضح بأنني لا أناقش درجة التسامح الذي أظهرته المجتمعات الإسلامية واقعيا على مر التاريخ.، وهو موضوع تمت مناقشته في  مكان آخر. وعلى أي حال ينبغي علينا أن نتذكر بأن المسلمين كانوا بشكل عام أكثر تسامحا من المسيحيين في العصور السابقة للعالم الحديث، وأعتقد أن سجل التسامح هذا يعكس جزئيا روح النصوص التي سأقتطفها من المفكرين المسلمين وأوردها بأدناه. وفي الممارسة - وعلى الرغم من موقف القانون الإسلامي غير المتسامح في بعض الأحيان تجاه غير الموحدين الذين ليس لهم كتاب منزل - الأمر الذي أتاح في الغالب فرصة الشك لدى معظم أنظمة الإيمان التي يواجهونها. واجه المسلمون في بداية الفتوحات، أول ما واجهوا الهندوس، في السند، أعلن القائد الإسلامي بأن الهندوس (أهل كتاب) وعليه فهو دين مجاز، وظل هذا القرار محترما على العموم على مدى العصور(2).

وبالمثل وكما ذكر القرآن الكريم اعتقاد السبئيين بصفته أحد أقدم الديانات المنزلة. مال المسلمون لاستخدام مصطلح السبئيين بحرية للأديان غير القابلة للتصنيف، كما فعلوا بالنسبة لديانة الروم الإغريق (التي عرفوا عنها فقط من خلال النصوص) وكما فعلوا أيضا بالنسبة لعبدة الكواكب من أهل حران بلد في بلاد ما بين النهرين في قلب العالم الإسلامي.

أظهر المسلمون أيضا درجة معتدلة من التسامح نحو الملحدين الذين لم يعبروا علنا عن آراء إلحادية. وبعد مرور قرن  على التمرد الضاري ضد الحكومة المركزية الإسلامية من قبل أتباع بابك في شمال غرب إيران الذي  قد تم إخماده، أبدى المؤرخ متعدد الثقافة المسعودي، بينما كان يسافر عبر هذه المنطقة، اهتمامه في جناح انتيرفي خصوصا بشأن معتقدات البعض منهم، ولم يكن لديه مشكلة في الاتصال بهم، على الرغم من تمردهم السابق، و معتقداتهم الثنائية ودفاعهم المفترض عن إعادة توزيع الأملاك القسري(3). ونجد في بعض الأحيان أن هؤلاء الذين رفضوا الدين وجدوا التسامح. ووفقا لرواية معروفة) عندما لام شيعي ابن أبي العوجا على كفره، اعترض الكافر قائلا بأنه لا يستحق مثل هذه المعاملة إذ أن قائداً لائميه الإمام جعفر الذي كان مصدر إرشاد موثوق لهذا الشيعي سمح لابن أبي العوجا لكي يحضر ويناقش مسائل الإيمان معه وهو إمام في الحرم المكي)(4).

نلاحظ أن التسامح في الأمثلة التي سقناها بأعلاه هي من النوع الذي نجده في الأجزاء الأكثر تفتحا من العالم السابق للعالم الحديث، الذي سمح فيه للأقليات بالعيش بسلام وطمأنينة وبدرجة من الاحترام، و  -غالبا- بدرجة معينة من الالتزام تجاه الغالبية. وعندما نتحول على أي حال، لنجد ثيولوجيا التسامح كاملة غير مشروطة، نجد أيضا توفر مادة غزيرة لمثل هذه النظرية في التقاليد الإسلامية السابقة للحداثة. ولكن– وعلى حد معرفتي– لم توجد هنالك محاولة نظامية لبناء ثيولوجيا للموضوع (أكثر من وجود محاولة يهودية أو مسيحية سابقة للحداثة لفعل ذلك. ويتعين علينا أن نضع في أذهاننا وكما أكد على ذلك الدكتور النعيم– بأن العديد من المسلمين اعتقدوا بأن الآية القرآنية عن الجهاد قد نسخت معظم الآيات القرآنية الأخرى مما يشير إلى ثيولوجيا التسامح.

إن المبدأ الأول في المواد الإسلامية التي قد تدعم ثيولوجيا لتسامح أكثر عمومية هو مبدأ اختلاف الاعتقاد الذي يريده الله تعالى. ومن بين الآيات القرآنية الكريمة التي تعبر عن هذا هي الآية رقم 99 من سورة يونس ﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ ويوضح تفسير الجلالين التأكيد المركزي للآية بجلاء بالقول (هل ستجبر الناس لفعل ما لا يطلبه الله تعالى منهم؟ وبمد هذا المبدأ يرى بعض المفكرين المسلمين في هذا الاختلاف في الاعتقاد فرصة لكل مجتمع لديه معتقد بما فيهم المسلمين أنفسهم للتعلم من المجتمعات الأخرى. ويكتب المفكر الصوفي المهم جدا عين القضاة الهمذاني المتوفى عام 1125 ميلادي, في كتابه (تمهيدات):

(يا عزيزي إن كنت ترى في المسيح ما رآه المسيحيون فكن مسيحيا. وإن كنت ترى في موسى ما يراه اليهود فكن يهوديا. ووراء ذلك إن كنت ترى في الوثنية ما رآه عبدة الأصنام فكن عابد أصنام. إن الفرق الاثنتين والسبعين ما هي إلا محطات على الطريق إلى الله. ألم يتسن لك أن تسمـع كلمات (الصوفي الشهير) أبو سعيد أبي الخير عندما جاء بحضور راهب مجوسي: (هل يوجد شيء في الوقت الحاضر في ديانتكم لا نعرفه الآن في ديننا؟)(6).

وهنالك مبدأ آخر ورد بيانه بوضوح في القرآن الكريم وهو أن الحكم والعقاب على الاعتقاد الخاطئ                  يجب أن يترك لله وحده، وهذا مناظر للنص الإنجيلي الذي يقول: (الانتقام لي، يقول الرب) ونقرأ في نهاية الآية الكريمة ﴿إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين﴾(125النحل) ويقول المفسر المرموق البيضاوي بأن هذه الآية تعني (أن البلاغ والدعوة إلى الإسلام هي الأشياء اللازمة عليكم)(7).

إن هذا المبدأ القائل بأن الحكم والعقاب بيد الله وحده ذا صلة واضحة بالمبدأ السابق القائل بأن تعدد العقائد  إرادة إلهية، وفي آية أخرى يقول تعالى ﴿ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء﴾(البقرة272) ويبدو هنا جليا أن الهدى من الله تعالى وبإرادته وأنه يعطي الأفضلية لأناس معينين دون الآخرين. تفسير البيضاوي(8), ونجد في تفسير الجلالين ليس لزاما عليك أن تهدي الناس لدخول الإسلام، فقط عليك البلاغ وهو إلزام عليك، وتواصل الآية الكريمة للسماح بالكرم غير المشروط لغير المسلمين ﴿وما تنفقوا من خير فلأنفسكم﴾(البقرة272)  وفي تفسير الجلالين (أنفقوا ابتغاء وجه الله)(9).

وهنالك سبب آخر لترك الحكم إلى الله وحده ألا وهو الإيمان العميق القوي المخفي تحت أشكال عديدة من السلوك، والتي قد تبدو مناقضة للتقليد الديني الصحيح، وهو موقف للعبادة الحقة المقبولة كليا عند الله تعالى ونجد في ملحمة جلال الدين الرومي بموضوع التقوى في الإسلام  قصة رد فعل النبي موسى عليه السلام على الراعي الذي يبدو أنه تصور الله على شكل راع:

شاهد موسى راعيا في الطريق، كان يقول، يا رب، يا من يختار (من يريد).

أين أنت، لعلي أصبح خادمك وأخيط حذاءك وأمشط شعرك؟

لعلي أغسل ملابسك وأقتل قملك، وآتي لك بالحليب، يا من تستحق العبادة.

ارتعب موسى:

كان الراعي يتحدث بكلمات بلهاء  بهذه الطريقة. قال موسى، (يا أيها الرجل، لمن توجه تلك الكلمات؟ أجاب إلى ذاك الذي خلقنا، خالق هذه السموات والأرض)

قال موسى: انتبه! لقد انزلقت إلى الوراء، وحقا إنك لم تعد مسلما، لقد أصبحت كافرا.

ما هذا الهذيان؟ ما هذا القدح والشتم؟ ضع شيئا من القطن في فمك!

إن الرائحة الكريهة لشتيمتك قد جعلت العالم (كله) منتنا: لقد مزقت شتيمتك ثوب حرير الدين إلى قطع).

وبعد هذا الخطاب الطويل الذي يدين الراعي، وبّخ الله موسى: جاء تنزيل من الله على موسى: (لقد فصلت عبدي عني. هل جئت (كَنَبيّ)  لتوحد أم جئت لتقطع؟

وبقدر استطاعتك، لا تضع قدما على (الطريق الذي يقود إلى) الفصل: ومن بين كل الأشياء فإن أبغض شيء إليّ الطلاق.

لقد وهبت كل إنسان طريقة (خاصة) للتصرف: لقد وهبت لكل شخص شكلا (خاصا) للتعبير.

فالبنسبة له فإنه يستحق الثناء وبالنسبة لك إنك تستحق اللوم: بالنسبة له شهد وبالنسبة لك سُم.

أنا مستقل بكل الطهارة والخَبث، بكل الكسل وبكل الرشاقة (في عبادتي) لم أقـض (العبـادة الإلهية) كي أحقق الفائدة، كلا، ولكن كي أحقق العطف لعبادي.

اصطلاح الهند عند الهندوس يستحق الثناء، ولدى شعب السند فإن اصطلاح السند يستحق الثناء.

إنني لا أطهر بتمجيدهم (لي)، لكنهم هم الذين يتطهرون ويصبحون أنقياء طاهرين.

لا أنظر إلى اللسان والكلام، إنما أنظر إلى الباطن، إلى (النفس) وحالة (الشعور).

أتفرّس في القلب (لكي أرى) إن كان متواضعا، حتى وإن كانت الكلمات التي نطقت غير متواضعة. لأن القلب هو الجوهر، والكلام هو الصدفة فقط.، وعليه فإن الصدفة تابع، بينما الجوهر هو الشيء (الصحيح).

كم من مثل هذه العبارات والمفاهيم والاستعارات؟ أريد أرواحا متقدة، مشتعلة (بالعواطف): وتصبح ودودة لهذا الاشتعال!

أشعلوا نار الحب في أرواحكم، أكبتوا الفكر والتعبير كليا.

يا موسى، إن الذين يعرفون الخلاف هم من نوع واحد، أما الذين تـحـترق أرواحهم فهم من نوع آخر(10).

ونرى أيضا في هذا النص نتيجة منطقية للمبدأ القائل بأن الاعتقاد الخاطئ الظاهر يعاقب عليه الله وحده ولا يتم تصحيحه بالقسر والإجبار. فعبادة الله إن لم تكن تتم بحرية، تكون نوعا من المقايضة تفترض بأن الله يمجد بواسطة الخضوع البشري.

وهنالك نتيجة منطقية أخرى لصوفي مثل جلال الدين وهي الاعتقاد بأن الإيمان العميق يغير تركيز الإنسان بحيث أن مثل هذا الإنسان قد ينظر إلى التعصب على أنه ملحق لأشياء في هذا العالم لا يمكن التفكير به روحيا. ويكتب قائلا:

الفاكهة غير الناضجة فقط هي التي تمسك بالغصن بقوة، لأن هذه الفاكهة قبل نضجها لا تكون جاهزة للقصر، وعندما تنضج وتصبح حلوة تسقط وتذهب في طريقها.

الإمساك بإحكام (يعني تبني تفسيرات قاسية للأشياء) وأن تكون متعصبا يعني عدم النضج. وفقط ما دمت جنينا تكون مهمتك شرب الدم(11).

أما المبدأ التالي (وهو ذا صلة جزئية) فهو مبدأ بناء ثيولوجيا التسامح وهو يقوم على الاحترام المتبادل بين المجتمعات البشرية المؤمنة  وجاء في الآية القرآنية الكريمة (108من سورة الأنعام) ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون﴾ وجاء في تفسير الجلالين أن (من دون الله تعني الأصنام)، ومعنى الوثنية بالنسبة لكثير من المسلمين ليس فقط عبادة الصور المنحوتة، ولكن أيضا عبادة الأفكار الخاطئة التي أصبحت هدفا لحب التطرف. ويواصل نفس التفسير القول:  (زينا لكل أمة) تعني (كل من الجيد والرديء السلوك الديني زين لهم من قبل الله -عز وجل- وعليه فهم ينفـذون هـذا السلوك). 

ونلاحظ هنا أن الاحترام المتبادل الذي لا يتصل فقط برغبة المسلمين بعدم الافتراء على دينهم، ولكن أيضا  بمبدأ أن الحكم والعقاب لله وحده حيث أن الله وحده يعلم السبب ويعلم الحث على السلوك غير الإسلامي.

 إن النصوص التي تدعم أهمية التبادلية بين الأشخاص والجماعات في التغاضي عن الاعتقاد أو السلوك الخاطئ عديدة، وفي بعض الأحيان تفهم التبادلية على أنها مسألة ثلاثية تتضمن الله، وعلى سبيل المثال، جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه البيهقي: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)(12).

وقد لخص الشاعر الفارسي الموهوب السعدي الذي عاش في القرن الثالث عشر العديد من أفكار التبادلية في قصيدة مشهورة عنّف فيها درويشا ملكا ظالما:

أبناء آدم أوصال بعضهم البعض

خلقوا من مادة واحدة

وعندما يتألم أحدهم

لا يجد الأعضاء الآخرين الراحة

عليه، فإن الذين لا يشعرون بآلام الآخرين

لا يستحقون أن يُسمُّون بشرا(13)    

تنبع التبادلية البشرية من الفهم القائل أن الجنس البشري جسم واحد، ويفقد طبيعته البشرية فقط عندما يؤذي أعضاءه بعضهم البعض.

وعليه، فإن المبدأ الأعمق تجذرا في الفكر الإسلامي الذي يدعم ثيولوجيا التسامح هو الإيمان في دين طبيعي، فطري في جميع البشر، والطيبة الطبيعية للبشر الناتجة عنه.  والبرهان هو الآية الكريمة رقم(30 من سورة الروم) ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها﴾.

يشرح المفسر البيضاوي، التفسيرات المختلفة بـ: (الأمثلة التي ضربها الله تعالى والتي خلق على أساسها البشر، (بما في ذلك التفسير) يقال: إنه يمكن الإشارة إلى العهد الذي قطعه سيدنا آدم وذريته. (قطع هذا العهد في مشهد ينظر إليه المسلمون في سائر أرجاء العالم بأنه مركزي بالنسبة للتاريخ الأخلاقي للبشرية، لأن بذرة كل بشر المستقبل وجدت من صلب آدم وسألها الله: (ألست بربكم)؟ وأجاب كل بشر على هذا السؤال (نعم بكل تأكيد) ميثاق أخلاقي يقر ربوبية الله تقرر بهذا الاعتراف، و كما رأينا فإن بعض المفسرين يربطون الغريزة الدينية الفطرية النقية لدى البشر بهذا المشهد. وهنالك نص قرآني جميل يعتبر برهانا على الإيمان بالطيبة الطبيعية لكل الأشياء، نجده في (سورة الرعد الآية 15): ﴿ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال﴾ وهذا يعني أن الأشياء سريعة الزوال تعبد الله تعالى.

تصل العبارة الأخيرة موضوع هذا المقال بالفكرة التي تبدو مهملة بشكل كبير، ولم يتم التطرق إليها هنا، وهي تتعلق بثيولوجيا إسلامية لاحترام العالم الطبيعي بأسره. ويقول الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد:

(سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما هي أحب الأديان إلى الله تعالى؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (الحنفية السمحة)(14).

وبالنسبة لي فإن هذا النص يعتبر دليلا آخر على أن هنالك رأياً مهماً في الفكر الإسلامي التقليدي يقول بأن لدى كل البشر ديناً (طبيعياً) ولد في أنموذج روحي وأخلاقي وضعه الله في نفوسهم، وعلى أساسه يتعين علينا أن نفترض الطيبة الفطرية في إخواننا البشر.

ومن المثير للاهتمام ما أورده الإمام البخاري في صحيحه، وهو مرجع في الحديث لدى أهل السنة، من أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل امرئ يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)(15). وبينما ترى غالبية المسلمين بأن (الفطرة) الكلمة التي وردت في الآية الكريمة أعلاه تعني (الإسلام) ترى أقلية ذات شأن أنها تعني (بداية بني البشر) دين فطري مطبوع في أنفس كل البشر بشكل يتعذر محوه. أو بمعنى أنه امتداد للإسلام كما يعرَّف أحيانا من قبل المسلمين ومؤلفي الفترة الكلاسيكية.

إن قبول مثل هذا الدين الطبيعي والطيبة الطبيعية الناتجة عنه لدى بني البشر تجعل كل المبادئ التي ذكرناها بأعلاه، والاختلافات التي أرادها الله في المعتقدات، تعليق الحكم، وغير ذلك، متماسكة عقليا بشكل أكبر ومتجذرة في مجمل الآراء الثيولوجية في الإسلام، حيث أن فرضية الطيبة الفطرية تجعل من الطبيعي قبول الآخرين للحقيقة وإسداء التسامح التام لهم. 

وبالنسبة لي كمؤرخ بدا لي دائما أن التسامح في الغرب ظهر بعد حرب الأديان في القرن السابع عشر ليس لأن الثيولوجيا المسيحية أقنعت مقاتلي شرور عدم التسامح ولكن لأن عدم التسامح بدا على شفير تمزيق المجتمع وكان باهظ الكلفة، واستغرق الأمر أجيالا قبل أن نرى نظريات متطورة للتسامح مثل ما نجد لدى لوك، دون أن نأتي على ذكر أشكال التسامح المؤسسة مثل ما نجد في القرن التاسع عشر مع توسع الامتيازات دون اختبار المعتقد الديني. ويبدو لي أيضا أن هنالك على الأقل جذران للتسامح في التقليد الاجتماعي الغربي. الأول هو الإقطاعية، بسبب أنني أؤمن بشدة بأن الرأي الإقطاعي للإنسان كرابط للحقوق والمؤسسات كان أنموذجا مكن بعض المجتمعات الأوروبية تدريجيا وبشكل غير متواصل من  توسيع هذه الحقوق والالتزامات لتصل جميع أفراد المجتمع السياسي دون إغفال حقوق الأقليات.  وهنالك مصدر آخر وهو فكرة المواطنة التي ولدت في التنور وجيء بها إلى الواجهة بواسطة الثورة الفرنسية، التي فهمت فيها  الإرادة العامة بأنه يتم تقريرها بالمشاركة العامة بالمجتمع ومن ثم استحدثت أفكار المواطنة المعاصرة.

لم تكن التقاليد الاجتماعية للمجتمعات الإسلامية دائما ولا ضرورة لأن تكون مماثلة لنظيراتها في الغرب. ويتعين علينا أن نضع في أذهاننا بأن المسلمين يشعرون بالانزعاج المبرر بأن الإسلام قد أصبح المثال البارز للدين غير المتسامح في أذهان الكثير من الأوروبيين. قد يقرأ بعض المسلمين هذا المقال حتى الآن كمحاولة أخرى للقول: (يجب أن يكون المسلمون أكثر تسامحا)، ولكن المؤلف على النقيض من ذلك يأمل بأن تزود المقالة المسلمين والمعجبين بالإسلام– سواء كانوا يناصرون التسامح الكامل أم لا، للقول: (إن خيار التسامح الكامل موجود في التقليد الإسلامي منـذ زمـن طويل).

هنالك سابقات تاريخية للمواطنة الكاملة من طرف غير المسلمين. تعبير قوي لمسؤولية الحكومة تجاه المحكومين، بغض النظر عن معتقداتهم نجده في الرسالة المشهورة والتي غالبا ما تقتبس من رسالة يقال أن سيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وجهها إلى مالك بن الحارث الأشتر عند تعيينه من قبله واليا على مصر:

ثم اعلم يا مالك أني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك، من عدل وجور، وأن الناس ينظرون في أمورك مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاية قبلك، ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم، وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده، فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح فأملك هواك وشُح بنفسك عما يحل لك، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت, وأشعر قلبك الرحمة والمحبة واللطف، ولا تكونن عليهم سَبُعا ضارياً فإنهم صنفان؛ إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخَلق، يفرط منهم الزلل وتَعرُض لهم العلل، ويُؤتى على أيديهم –أي تأتي السيئات على أيديهم– في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، وولي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك، وقد استكفاك أمرهم –أي طلب منك أن تكفيهم أمرهم وتدبر مصالحهم– وابتلاك بهم.

إن هذا الاحترام العالمي للمحكومين حتى لو كانوا من غير ملتك فهم (نظراؤك في الخلق) شرحه الإمام علي -كرم الله وجهه- ليمتد إلى أمور المصريين قبل القانون الإسلامي يقول:

(ولا تنقضن سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة، واجتمعت بها الألفة، وصلح عليها الناس، ولا تحدث سنَّة تضر بشيء من ماضي تلك السنن، فيكون الفضل لمن سنَّها والوزر بما نقضت منها).

وفي الوقت الراهن ومع إعادة انبعاث المجتمع المدني في الكثير من المجتمعات الإسلامية والمطلب المصاحب لها بمساواة في المواطنة وحقوق متكافئة، يبدو من المحتمل بأن بعض القواعد الثيولوجية للتسامح سوف تتطور. وآمل أن يكون هذا المقال قد بين لدى القائمين على تطوير هذه الثيولوجيا مادة غزيرة.

*********************

الهوامش:

*) أكاديمي أمريكي، جامعة هارفرد.

1- غير المسلمين في المجتمع الإسلامي: يوسف القرضاوي، (القاهرة1977م).

2- واي فريدمان (محمد بن القاسم) الموسوعة الإسلامية، الطبعة الثانية، (ليدن1991م).

3- المسعودي (باريس 1896م).

4- جي فايدا في مقالته ابن أبي العوجا: في الموسوعة الغسلامية الطبعة الثانية (ليدن : 1971م).

5- تفسير جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي.

6- انظر: مصنفات عين القضاة الهمداني (طهران 1962م).

7- أنوار التنزيل، فليشر.

8-Ibid,I page 138  

9- سورة البقرة: 272.

10- المثنوي لجلال الدين الرومي، ترجمة وتحرير: رينولد، نيكلسون (لندن : 1926م).

11-Ibid ,  طبعة رينولد أ. نيكولسون (لندن 1929م) (الترجمة بواسطة كاتب المقال).

12-  البيهقي، شعب الإيمان.

13- جولستان – جون بلاتس (لندن 1874م).

14- الآية 108 من سورة الأنعام.

15- محمد بن إسماعيل البخاري– الأدب المفرد (بيروت).

24 responses
هذا المقال يتكلم عن التسامح نحو غير المسلمين المقيمين في دار الإسلام وضرورة عدم حكم عليهم بالضلال. لكن الاعتقاد بأنه من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين يلزم منه الاعتقاد بأن غير المسلمين المقيمين في دار الإسلام أو خارجها لو ماتوا على ما هم عليه فمصيرهم سيكون صعبا. واعتقادنا بأنهم على غير هدى هو الذي يدفعنا لدعوتهم وهدايتهم، إذ لو كانوا على حق وهدى فلماذا ندعوهم؟!  فحكمنا عليهم بالضلال هو الباعث والمحرك لنا لإنقاذهم من الهلاك. ودعوة بعض المتساهلين للإعراض عنهم وتجاهلهم وعدم الحكم عليهم قلبيا هو دعوة لتركهم في مهالك جهنم. فأي الفريقين أحرص على مصلحة غير المسلمين ويريد الخير لهم ؟!

Mohamad AkraCEO Banan Information Technologies
إعلم أن الطرائق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق. 
هذا التحريف في مفهوم الدعوة لغير المسلمين باعتبارهم خارجين من دائرة الخلاص الالهي أمر طارئ و دخيل على روح الإسلام الحنيف. وإلا فإن الإسلام قام على أكتاف النفوس السمحة و الروحانيات الشامخة و كذلك الأمثال التاريخية عديدة في الأناضول و البلقان و الهند و أفريقيا و شرق آسيا و منغوليا و اندونيسيا ... كان هناك نخبة من الصوفية و الربانيون الذين استمالوا الغير مسلمين و خاصة الملوك و الأمراء بأخلاقهم و انوارهم. و لست أتكلم هنا عن مشروع تبشيري استعماري فالإسلام لم يعهد نظاما دعويا على غرار التبشير المسيحي القروسطي. نعم لقد نظر هؤلاء الصوفية الكبار إلى الآخر نظرة احترام و قبول بعيدة عن الإقصاء و الاستعلاء. ان النفوس السليمة جُبلت على الخير و اتباع الهدى. و صار رجال و أئمة الله منارات لشعوب اندفعت بداعي الخير و ليس رعبا أو خوفا من نار الآخرة إلى الإسلام. 
من هوس الدعوة ما قتل. استبيحت حريات المسلمين الأفارقة و الصينين البوذيين و الأمريكان الأصليين وسيقوا عبيدا من قبل المبشرين باسم هدى المسيح. أفا نستبدل عيسى بمحمد فنعكس الكرة. لا تزجوا الإسلام في مفاهيم صنعها من تغرَّبوا وانحرفوا عن تراثهم الحنيف. و من الأسف ان نرى النقصان المستمر للأقليات الغير مسلمة في البلدان الإسلامية بينما يزداد عدد الأقليات المسلمة في الغرب الغير مسلم. نعم للمواطنة تحت سقف الإنسانية بل و الحيوانية و النباتية و الجمادية الواسع الرحب. 
و من قال لا يدخل الجنة إلا المسلم فهذا حِجر على رحمة الرحمان و تقوُّل على رسالاته السماوية و كتبه المقدسة الحاضرة بين الناس. لا احتكار للحق من قبل احد. ليس بأمانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوء يجز به. 
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ. إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
ولقد أكد الشيخ رشيد رضا على حرية المعتقد و على خلاص الغير مسلم في الآخرة ان كان خيِّرا في الدنيا و صادقا في اعتقاده. 
 فتوي الشيخ محمد رشيد رضا كاملة من مجلة المنار عدد رجب 1322 باب السؤال والفتوي
- إن دعوة خاتم النبيين عامة فحكمها واحد في زمنه وفي كل زمن بعده إلى يوم القيامة . فمن بلغته على وجه صحيح يحرك إلى النظر فلم ينظر فيها , أو نظر وظهر له الحق فأعرض عنه عنادًا واستكبارًا ؛ فقد قامت عليه حجة الله البالغة ولا عذر له في يوم الجزاء إذا لم يُرَقِّ روحه ويزكِّ نفسه بها ليستحق رضوان الله تعالى , ومن لم تبلغه بشرطها أو بلغته ونظر فيها بإخلاص ولم يظهر له الحق ومات غير مقصر في ذلك فهو معذور عند الله تعالى , ويكون حاله في الآخرة بحسب ارتقاء روحه وزكائها بعمل الخير أو تسفلها ودنسها بعمل الشر . والخير والشر معروفان في الغالب لكل أحد لا يكاد يختلف الناس إلا في بعض دقائقهما. ويا سعادة من يتحرى عمل كل ما يعتقده خيرًا واجتناب كل ما يعتقده شرًّا .
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ. إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
- وليد. 

لا يزول العجب أن آتيك بنص قرآني واضح فترد علي بآية لا علاقة لها بالموضوع وفتوى لا علاقة لها بالموضوع.<o:p></o:p>

آتيك بقول الله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، وتقول أن هذا القول حجر على رحمة الرحمن!<o:p></o:p>

وهل القائل هو غير الرحمن؟! وهو القائل كذلك (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)؟ فالرحمن ذكر لنا من المشمول برحمته، وليس من مات على الكفر من الذين تنالهم رحمة الله.<o:p></o:p>

أما فتوى محمد رشيد رضا (من بلغته دعوة خاتم النبيين فنظر فيها بإخلاص ولم يظهر له الحق ومات غير مقصر في ذلك فهو معذور عند الله تعالى )، فليست مما يعول عليها مع توافر النصوص والأدلة على خلافها، بل تعد من شذوذاته لو صحت الرواية عنه.<o:p></o:p>

وأهيب بك أن تخاطر في أمر عقيدتك بالاعتماد على فتاوى لغير أهل الاختصاص في مسائل خالفوا فيها الإجماع. فالخلود في الجنة أو النار أمر يستأهل الحيطة والحذر.<o:p></o:p>

والله أعلم<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

رحم الله الشيخ رشيد رضا اصبح من الشاذين في زمن الاغتراب و الغوغاء و الإحصاءات الفتوية. متى كان الحق اقتراعاً في التاريخ و الجغرافيا ؟! بدأ الدين غريبا و سيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء.  
و رحم الله الإمام ابن حزم الذي رد دعوى الإجماع الفقهي الذي غدت أشبه ما تكون بدعوى محاكم التفتيش في القرون الوسطى. ام ان الإمام ابن حزم غدا بدوره من الشاذين و عديمي الاختصاص إلا في مسألة تخصيص مصرف سبيل الله الزكاتي في الجهاد أو القتال.  
ألا واعلم ان العلماء ورثة الأنبياء و اعلم ايضاً ان الإمام قرآن ناطق و القرآن إمام أخرس. لا تعارضَ بين النص القرآني و كلام العالم الرباني. و لكن الالتباس عند التوفيق في الفهم و التأويل. فتوى الإمام رشيد رضا سليمة لمجتمع تعددي كما أنها تعطي فسحة لغير المسلم في قبوله أو رفضه للإسلام بدون ان يقضي عليه بالجحيم الأبدي. ثم يرتاح المسلم من هوسه الدعوي ان أخيه غير المسلم يشاركه في خلاصه الأبدي في حضرة الغفور الرحيم.  لهذا فاني أدعو نفسي إلى التحفظ عن تكفير غير المسلم "التقي" ممن لم يبلغه الاسلام أو بلغه الاسلام فنظر بصدق فلم يتحول عن دينه و معتقده. فالتكفير  المخطئُ هدفه ينقلب خسرانا و ندما. 
- وليد

من المنهج العلمي إذا ذكرت لك آية صريحة كقوله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) أن أرى منك نقلا لجمع من العلماء المعتبرين في تفسيرها يوافق ما تدعو إليه من أن (غير المسلم له فسحة في قبول الإسلام أو رفضه بدون أن يقضى عليه بالجحيم الأبدي).<o:p></o:p>

فإن لم تجد نقولا معتبرة توافق ما ذهبت إليه، فليس أمامك إلا أحد خيارين:<o:p></o:p>

- إما أن تقول أنك تؤمن بالآية وتؤمن بما يلزم منها،<o:p></o:p>

- أو أن تقول أنك لا تؤمن بالآية ولا بما يلزم منها.<o:p></o:p>

أما أن تؤمن بالآية ثم لا تؤمن بما يلزم منها فهذا تناقض لا يحسن بالعقلاء.<o:p></o:p>

أمامك القرآن بنصوصه الصريحة الواضحة، فلا تعدل عنه إلى أقوال لا ندري صحة نسبتها إلى قائلها، ولا نجد لها موافقا عبر التاريخ. هل أنت سمعت الفتوى من الشيخ رشيد نفسه وعرفت ضوابطها وحدودها ومعانيها؟ أرأيت لو أن فتوى مجلة المنار لم يكن كتبها الشيخ رشيد رضا نفسه وإنما بعض المحررين ونسبها إلى الشيخ رشيد: هل تبني آخرتك على مثل هذا؟ هل هكذا تحصن دينك؟!<o:p></o:p>

نسأل الله حسن الخاتمة.<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

هذه المنطق المسطح في فرض قبول الآية والخضوع لها أو رفضها و العصيان قد يُطبق في الكمبيوترات أو المرافعات القضائية لكنه لا ينسجم مع العنوان ألا وهو التسامح و قبول غير المسلم. و إيصال الحوار إلى عنق الزجاجة بالاذعان أو الطغيان لا يعكس روح الاسلام الرحبة التي أوصلته إلى أقصى المشرق و المغرب. هذا خطاب موجه إلى المسلم البسيط لابقائه في حظيرة الاسلام (وهو ناجح في هذا) ولكنه فاشل على مستوى الدعوة لغير المسلمين على قاعدة لا إكراه في الدين. أوا لا يُعتبر الوعيد بالجحيم الأبدي إكراهاً ؟ والله انه إكراه وأي إكراه. و ما معنى الدعوة التي تبدأ في اعتبار الاخر فاسد العقيدة. المسلم لا يأخذ ببعض الكتاب و يكفر بالآخر. و القرآن كُلّة لا يتناقض و لا يتضارب و لا يأتيه الباطل من خلفه أو من بين أيديه. كان العرب مأمورين بترك الأوثان و اتباع الاسلام و أما غير الوثنيين من المسيحيين أو اليهود أو الصابئة أو المجوس أو البوذيين لو الهندوس أو عبدة الطبيعة الأفلاك (من غير عرب الجاهلية) فلا إكراه معهم. و شأن خطابنا الدعوي ان يكون قائما على قاعدة "لا إكراه في الدين" و ليس على قاعدة "الاسلام أو الجحيم".
الإيمان عند إنسان ما بفكرة ما يعطيه رسوخا. قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمتم و لما يدخل الإيمان في قلوبكم. الإيمان سر عميق، هو هبة من الله لا تأتي به كلمة ثم تذهب به كلمة أخرى. اذا تجاهلنا  التشكيك في نسبة فتوى الإمام رشيد رضا اليه لعدم إيراد أي أدلة، هل يكفي ان نبني عقيدة الاخر على فتوى عالم فرد ؟ إيماني بأحقية الآخر بين التحول إلى الاسلام أو بقائه لا ينعقد فقط بفتوى الإمام رشيد رضا رحمه الله حتى تزعزعه تشويشات بسيطة في صحة نسب الفتوى. إيماني في عقيدة الخلاص للكل   راسخ أولا في إيماني في عدل و رحمة رب العالمين ثم انه مؤيد بالآيات والأحاديث و أقوال العلماء كأمثال الإمام رشيد رضا. ان الله يفصل بيننا جميعا يوم القيامة على قاعدة الخيرية و الصدق و ليس على هذه الكلمة أو تلك. 
واني أرجو الله ان تكون خاتمة كل إنسان خاتمة صدق و خير ... ان الكريم لا تتخطاه الآمال ...
- وليد

لفت نظري تفسير الآية أفأنت تكره الناس المنسوب إلى الجلالين
وعند المراجعة تبين أن المنسوب غير صحيح
وأن عبارة الجلالين:
أفأنت تكره الناس بما لم يشأه الله منهم حتى يكونوا مؤمنين
وفرق كبير بين قوله بما لم يطلبه منهم
وبين بما لم يشأه منهم
وهنا يظهر خطر الاعتماد على ترجمة الترجمات 

كيف فهم المسلمون في معركة بدر معنى قوله تعالى (لا إكراه في الدين)؟...<o:p></o:p>

وماذا فعل المسلمون في تلك المعركة بكفار قريش؟ هل وزعوا عليهم الحلوى؟<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

كما ذكرت في كتابتي :
كان عرب الجاهلية مأمورين "خاصة" بترك الأوثان و اتباع الاسلام و أما غير الوثنيين من المسيحيين أو اليهود أو الصابئة أو المجوس أو البوذيين او الهندوس أو عبدة الطبيعة و الأفلاك (من غير عرب الجاهلية) فلا إكراه معهم. و شأن خطابنا الدعوي ان يكون قائما على قاعدة "لا إكراه في الدين" و ليس على قاعدة "الاسلام أو الجحيم".
ولقد استأصل الاسلام طوعا و كرها الوثنية العربية من التاريخ كليا فلم يصلنا منها إلا نوادر حكايات وأشعار. و هدم سيدي محمد الأصنام في الكعبة. وانخرطت الجزيرة العربية قاطبة في الاسلام إذ لا مكان للعرب في الوثنية البائدة بعد ان أُزيلت آلهتها و رموزها. ومن لم يدخله عاجلا نور الاسلام طوعا زُجَّ في الهدى المحمدي آجلا فوجد حلاوة الدين الجديد.  عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل. 
و الجدير بالذكر انه لم يتكرر استئصال الاسلام كرها لأية حالة دينية أخرى بعد الوثنية العربية في التاريخ أبدا. و قد شاءت الإرادة الإلهية ان يكون المجتمع العالمي متعدد الأديان. وليس هذا الواقع تحديا او تكليفا للمسلمين ان يحولوا هذه الامم الى دينهم. 
- وليد

كيف فهم المسلمون في معركة "اليرموك" معنى قوله تعالى (لا إكراه في الدين)؟...<o:p></o:p>

وماذا فعل المسلمون في تلك المعركة بكفار "الروم"؟ هل وزعوا عليهم الحلوى؟<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

نعم كان للإسلام "أجندة" إمبريالية و توسعية نعتبرها اجتهادات سياسية مرحلية من الخليفة الراشد، لا نلزم بها الأمة و معنا الأصل أي لا إكراه في الدين.و اسوتنا ان النبي اختار العبودية على الملك.  
عن أبي هريرة قال : جلس جبريل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنظر في السماء فإذا ملك ينزل ، فقال جبريل : إن هذا الملك ما نزل مذ خلق قبل الساعة . فلما نزل قال : يا محمد أرسلني إليك ربك : أملكاً أجعلك أم عبداً رسولاً ؟ .قال له جبريل : تواضع لربك يا محمد ـ قال : لا بل عبداً رسولاً . 
- وليد

ما شاء الله! أتفحتنا بهذا الفهم العظيم.<o:p></o:p>

أصبح سيدنا أبو بكر "الصديق" إمبرياليا، ويشاركه في هذه "الأجندة" قواده: أبو عبيدة بن الجراح "أمين هذه الأمة"، وخالد بن الوليد "سبف الله المسلول"، ومعاذ بن جبل "أعلم الأمة بالحلال والحرام وإمام العلماء يوم القيامة"، ومعهم أكثر من ثلاثين ألف صحابي!<o:p></o:p>

وهي "اجتهادات" منهم في فهم الدين، لكن هذا الفهم لا نلزم الأمة به، بل الصواب ما فهمه "وليد باشا" من كتاب الله وسنة رسوله.<o:p></o:p>

لكن ربما هؤلاء الصحابة الكرام كانوا يقرؤون القرآن أكثر مما كانوا يستمعون الموسيقى، فتولد عندهم فهم أصح لهذا الدين.<o:p></o:p>

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)....<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

الإمبريالية ليست سبة أو عيبا فهي طلب التوسع من اجل مصلحة ما. و هو واحد من الخيارات السياسية و ليس تكليفا لكل الأزمنة. و قد نجح الإسلام في نشأته أن يبسط نفوذه بسرعة أذهلت المؤرخين. الآن الإسلام حاضر بقوة على الساحة العالمية بل هو الدين الأسرع نموا في العالم بسبب الهمة العالية لدى الرجل المسلم نحو الغزو الداخلي و خاصة المتعدد الجبهات. 
و كفى الله المؤمنين بالخصوبة العالية شر القتال. 
استحضر هنا قول الحكيم اوشو : Make Love Not War
الإسلام قوي و لا خوف عليه بوعد الهي. لكن الخوف كل الخوف من رؤىً "دون كيشوتية" تؤدي بالناس إلى التهلكة  باسم الدعوة و الجهاد و التاريخ و الجغرافيا. 
أخيرا أقول أني لست مُلزِما أحدا بما أقول. دع الجميع يبنون قناعاتهم دون تخويف أو تسفيه. و دعني أؤكد أن المدونين هنا يمثلون انفسهم و لا يمثلون الله أو النبي أو الصحابة و الأئمة وان استدلوا بأقوالهم. و يبقى الخلاف أو الوفاق بين أناس ليسوا أنبياء و لا صحابة. و إن كان فهم الصحابة للدين افضل منا فإننا أصحاب هذا الزمن أتم فهما لزمننا من الصحابة رضوان الله عليهم.
فيا أصحاب الفهم الصحيح و المبغضين للموسيقى، رجاءا "حاجي تجارة بالنبي و الصحابة!!" 
- وليد 

المشكلة أن الحرب لا تكون دائما بقرار من المسلمين أنفسهم.<o:p></o:p>

أنظر طالبان في أفغانستان: هل هم الذين أعلنوا الحرب على الأمريكان؟<o:p></o:p>

وبعد أن بدأت أمريكا بقصفهم بالصواريخ والقنابل، ماذا تريدهم أن يفعلوا؟ تريدهم أن يمارسوا الغزو الداخلي متعدد الجبهات؟ تريد أن تحذرهم من أن الجهاد في حالتهم يتنافى مع روح الحب؟! تريد أن تؤكد لهم أن الدين محفوظ بحفظ الله وعليه فلا يهتموا بما يجري لهم وللدين؟<o:p></o:p>

إنها ليست تجارة بالنبي والصحابة... إنها دعوة إلى جعل الوقت المخصص لقراءة القرآن "أكثر" من الوقت المخصص للاستماع للموسيقى.<o:p></o:p>

والله أعلم<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:


  اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ ينيب ... و دعنا من سؤال الله خريطة طريقه في هداية خلقه ...
انت تعلم جيدا أن عقيدة الجهاد تختزل المراحل الدعوية فلا سببية بين عشق الموسيقى و الاستبسال في ساحة الوغى. الم يكن البطل الصحابي أبو محجن الثقفي عاشق خمر ثم تركها بعد القادسية ؟ أم أن عشق الموسيقى أكثر حراما من عشق الخمر !   ثم أن ما علاقة الموسيقى بموضوع قبول و خلاص الآخر. كأن الواحد منا حاطط ايبود و نازل ليلا نهارا شطح على أنغام الراب الصوفي !! يعني معقول هذا الكلام ؟! و كل هالحكي عن فهم الدين و القرآن لا يساوي شيئا عند الله !!! و لك شو صار بالتفكر ؟! أم ان المطلوب مسلما يتلو كالببغاء ثم تُملى عليه المعاني الممسوخة من لدن خبير  ...
ثم صرنا في استراتيجيا الحرب الدفاعية عند الطالبان. يعني هلأ الأفغان ناطرين فتوى من شيخ الإسلام حتى يحاربوا الأمريكان!! و إذا لم تصلهم الفتوى عملوا غاندي أو شغَّلوا الراب الصوفي و بدأ الرقص و الفقش تاركين الأمريكان يسرحون و يمرحون في بلدهم !! من كان سببا في مجيء الأمريكان ؟ ان أشد نازلة حلت بالافغان المجاهدين المقاتلون العرب على رأسهم بن لادن و آخرون من المهووسين الدعويين. 
ولله ان هذا الدين محفوظ من اجل خاطر سيدنا محمد و بعض الأولياء شاء من شاء و أبى من أبى. انه محفوظ حتى من هذا الخطاب الدعوي الالغائي المأزوم الآيل إلى حاشية ضيقة في تاريخ الإسلام.      - وليد
تعليقا على الحوار الجاري حول التسامح والخلط بين الاكراه والجهاد أجد أن مشكلة الصوفية تتلخص  في اغفال النصوص القطيعة وتجاهل الوقائع التاريخية واﻻعتماد على آيات ونصوص متشابهات لصرف المعنى الظاهر. وهو مصداق لقوله تعالى وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله. وهل هناك أدل على أن حكم الله هو القتل بقول النبي لقد  حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات ثم تم اعدام 700  يهودي

Sent from Samsung Mobile
Posterous <

ولا يفوتنا في هذا المقام أن نؤكد أن من الصوفية من كان مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله، كالإمام القائد نور الدين زنكي، والسلطان الأرسلان، والسلطان صلاح الدين الأيوبي، والقائد محمد الفاتح، والإمام أبو الحسن الشاذلي، والإمام العز بن عبد السلام، والإمام أحمد البدوي، والشيخ عبد الكريم المغربي، والشيخ الأمير عبد القادر الجزائري، والشيخ عمر المختار الليبي السنوسي، وعز الدين القسام وكان مقدم الطريقة التيجانية، والشيخ سيدي عمر الفوتي التيجاني، والإمام شامل الداغستاني وغيرهم كثير. <o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:


مدرسة السكر في التصوف ليست قائمة على المنطق الأرسطي و التوفيق بين النصوص الدينية. هذه المدرسة مبدؤها بسيط في الواقع : ما في إلا الحبيب. ولو ان الحبيب أخبره انه لا يحبه يفرح بتواصل الحبيب أكثر من نوعية الخبر. ولو قتل الحبيب و أجرم لا يرون في العمل إلا ود الحبيب !! و هذا منطق عجيب لكنه واقع. هو بسيط لاسياد السكر الالهي لكنه معقد جداً لنا. لا يوجد تغييب للنصوص مهما انقبضت و مهما انبسطت،  بل هذه النصوص اشد حضورا و قبولا عندهم من الأصوليين و الفقهاء. لكن معاني النصوص قاطبة انعقدت تحت لواء حب الحبيب و وده. كرمال عين تكرم كل آيات القتل و البطش و الجبروت و المكر و القهر و التكبر. ويبقى الحبيب هو هو. هناك مسألة أخرى : إذا الحبيب قتل و بطش و تكبر، ثم نحن قتلنا و بطشنا و تكبرنا أمام العدو، عيب كبير ان تنسب هذه الأعمال الى الحبيب. إذا مرضت فهو يشفين. يعني الله ما هو الي مرَّضو! 
أما ممن ابُتليَ من السادة الصوفية بحمل السيف للقتال، هيدا كمان شغل الحبيب !! هؤلاء في مقام : يعذبهم الله بأيديكم و ما رميت إذ رميت لكن الله رمى. هذا القتال اشد بلاء انزله الحبيب باحبائه ان يجعلهم في في ساحة الوغى أبطالا يقتلون و يبطشون باسم الحق و العدل. هم قبلوا هذا المقام بتواضع ممزوج بألم كون الحبيب هو من اقامهم و ليس تحقيقا لأهداف دعوية او إمبريالية أو دفعا لمتعدىٍ او اندفاعا الى عدو غاشم. 
العنف سهل على الإنسان. ما بدو  فكر و تجديد و تاريخ و جغرافيا. لكن الحب المنزه عن الأسباب كتير صعب. 
- وليد



لم يكن المجاهدون يرون في الشهادة إلا لقاء الحبيب، ففي صحيح مسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه).<o:p></o:p>

ومن أعرض عن الجهاد زاعما محبة الله - مع كونه كارها للقائه - فقد صدق فيه النصف الآخر من الحديث: (ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).<o:p></o:p>

نسأل الله الصدق والإخلاص في القول والعمل.<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

هيدولي يللي ما بدُّن يْروحو لعند الله ، وين بدُّن يْروحو ؟! لعند الشيطان ؟! او لح يْضَلّو أعدين لوحدن بشي زاوية بجهنم الله نساهم ووهِنِّ نسيو الله !! طيب هِنِّ نسيو الله فهمناها ... بس الله نساهم ... الله بينسى يعني ... هيدي آية متشابه ، يمكن. إذا متشابهة بدّى تأويل ... بس بدنا تأويل بدون "زيغ" .. إنا نسيناكم يعني نعاملكم معاملة الناسي ووقالها "نكاية" للمجرمين لان الله " لا ينسى و لا يضل" لكنه ينتقم و يبطش الى أبد الآبدين ! هذا "المؤول" او المفسر عنده العلم المطلق عند رب العالمين اهم من الرحمة و المحبة المطلقة !! علمه غير مقيد لكن رحمته مقيدة بانتقامه ( أقول انتقامه و ليس عدله). 
ان الله كره لقاء الإنسان الذي كره لقاءه!! أهذه متشابهة ؟! شكلا واضحة ما هيكي ... ألم يخلق الله الإنسان حُبا به و أكرمه بتفضيله على كثير من خلقه ؟ الم يشهد كل منا انه ربنا و أننا منه جِئنا و اليه عائدون ؟ الم يكن رب العزة راضيا عنا في وقفة "ألست بربكم" ؟ شو صار بعدين ؟ انشغل بعضنا بالدنيا (منا غريبة!) و تحول الآخر الى فجرة كفرة و مجرمين. هؤلاء الدنيويون "اللي ما فاضيين لألله" لم يستفيدوا من الرسل و نسوا وعدهم يوم "الست". لكن هل نسي الرب يوم تكريمه و خطابه للمجرم ؟ حاشاه من لا تأخذه سِنة و لا يوم. هل يتحول حبه و تكريمه للمجرم في يوم "الست" الى كره و انتقام ونكاية و تشفي ماضىٍ الى أبد الآبدين ؟! يا أيها المتشدقون والمزايدون على اهل الحب والسكر، يا أيها المؤول الخالي من الزيغ ، أيبغض ربك صنع يديه ؟! أيها الخالي من الزيغ، يا من عجز إدراكك عن علمه و قدرته و انتقامه، هل ضاقت عندك رحمته فصار حبه عزّ و جل مشروطا و مقيدا كما في عقود التجارة و الزواج الدنيوية؟! هذا الإله الذي إذا  علم ما زال عالما و الذي إذا انتقم ما زال منتقما،ألا يستحق إذا اكرم ان لا يتوقف إكرامه و ان احب  ان لا يكره و لا يبغض مهما فعل حبيبه ؟!
الله منو اتنين : واحد بيحب و التاني بيكره. الله واحد بس بحب. إذا شفتو شي مافهمتو أولوه على المحبة. هذه النصوص الدينية لا تُقرأ كقراءة القاضي للدستور و القانون بل تُقرأ كخطاب الأب الحنون مع أبنائه الطائشين. 
إي بدّا "كل إناء بما فيه ينضح" ...
كُلّو مِنّي إلا المنيح مِنّو ...
- وليد


بَدَّك الحئيئة؟ بَعْدَكْ عَمْتخبص...<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

بس لما أنا خَبِّص انت ما بتفوت بالحيط، بس إذا انت خبّّصت و طلع معك حئ كلنا منفوت بالحيط بالدنيا والاخرة. 
- وليد

تعليقا على عبارة (المبغضين للموسيقى)، فمع أنني لا أمضي وقتا في سماعها لأنني من ناحية الطبع لا أستسيغها، فقد كنت كتبت مقالة للموظفين عندي في الشركة أوضح مناط تحريم الفقهاء لها. إذ كنا نريد عمل فلم وثائقي عن الشركة وفيه خلفية موسيقية فاعترض بعض الإخوة المتأثرين بالاتجاه السلفي. فأجبته بأن علة التحريم في كلام الفقهاء هي حصول (الطرب المؤدي إلى فعل المنكر) إذ كانت مجالس الموسيقى سابقا مرتبطة بهذا المعنى في غالبها. ثم كتبت له مقالة تفصيلية هذا نصها:<o:p></o:p>

=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-
أخي الكريم، أحببت أن أضيف بعض الفوائد العلمية المتعلقة بالمؤثرات الصوتية، حيث إن إجابتي السابقة كانت مختصرة لضيق الوقت.<o:p></o:p>

فللإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي كتاب جامع في تحريم الموسيقى اسمه (كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع) مرفق، رد فيه على عصريه الشيخ محمد الشاذلي التونسي الذي ألف كتابا يبيح فيه الموسيقى وأسماه (فرح الأسماع برُخَص السماع).<o:p></o:p>

والكتاب من المصادر المهمة في هذا الباب، وكثيرا ما يستفيد منه العلماء الذين يقولون بتحريم الغناء والموسيقى. ولكنك لو قرأته بتمعن فإنك تجده يبين فيه علة تحريم المعازف والموسيقى. وهي ليست الأدوات بعينها <u>بل ما ينشأ عنها من الطرب</u>. فلو أن الطرب - الباعث على المعصية - حصل ببرامج كمبيوتر فهو حرام، ولو أن الطرب حصل بغناء لا موسيقى فيه فهو حرام (ومنه حديث ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل)، ولو أن النفخ في الناي تم بطريقة غير مطربة (كنفخة واحدة طويلة لا إيقاع فيها) فلا يكون حراما بل يكون مجرد صفير.<o:p></o:p>

وهذه العلة تراها في كثير من كلام السابقين الذين يقولون بتحريم الموسيقى من أئمة المذاهب الأربعة. فالأدوات الموسيقية (أو حتى الغناء المطرب ولو بدون آلات) كانت تستخدم في مجالس اللهو والطرب لحث النفس على شرب الخمر أو مجالسة النساء أو الغلمان وفعل المنكرات، فارتبطت الموسيقى بهذه الأجواء الوسخة، وأطلق العلماء عبارة تحريمها. ولم يكن في الماضي استخدام واسع للموسيقى في أغراض مقبولة إلا نادرا (كالطبل في الحرب أو حداء الراعي وقد قال العلماء بحل هذه الأمور). لكن في هذا الزمان كثر استخدام الأدوات الموسيقية في مجالات غير مجالس الطرب أو الحث على المنكرات، كما هو الحال في المؤثرات الصوتية التي تستخدم في الفواصل الإخبارية ونحوها، فحملها على ما سبق لا يوافق علة الحكم كما ذكره علماء المسلمين.<o:p></o:p>

قال ابن حجر الهيتمي في ص 62 من الكتاب المرفق: وبه يعلم أن ما يصنع في الأعياد من الطبول الصغار ... لا حرمة فيها: <u>لأنه ليس فيها إطراب غالبا</u>.<o:p></o:p>

وقال في صفحة 68: في الضرب بالأقلام على الصيني: فلذلك أفتيت غير مرة بحرمة ذلك، وأنه ملحق بذوات الأوتار .. لما قدمته من أن <u>لذة هذا وإطرابه فاق لذة تلك وإطرابها</u>.<o:p></o:p>

وقال في ص 69: وأن شخصا كان بزمننا في مصر، وكان يملأ لإناء من صيني ماء، ويمر أصبعه على حافة الإناء، وينشد عليه كلام الصوفية كالإمام عمر بن الفارض، فسئل عنه مشايخنا ... فبعضهم <u>جزم بحرمته لأن فيه طربا</u>، وبعضهم تردد فقال: <u>إن كان فيه إطراب حرم وإلا فلا</u>. (قلت: الشاهد أن الكل علل بالطرب)<o:p></o:p>

وقال في ص 70: وقد أشار الإمام (يعني إمام الحرمين الجويني) إلى ضابط المحرّم من ذلك وغيره بقوله: ما يصدر من ألحان مستلذة تُهَيِّجُ وتحث على الطرب ومجالسة أحداثه فهو المحرم. (قلت: والمؤثرات الصوتية كالتي تستخدم في الفواصل الإخبارية ليست من هذا الباب)<o:p></o:p>

وقال في ص 73: في تفسيره لحديث ابن عمر وزمارة الراعي: ولا خفاء أن الراعي ونحوه مُصفّرٌ فيها صَفْرا مجردا، <u>والكلام فيما يُصَفّرُ فيها على القانون المعروف</u>، فالوجه التحريم فيها مطلقا. (قلت: هنا يبين أن الصفر في الزمارة صفرا مجردا لا إطراب فيه لا يكون حراما، فعلة التحريم هي الإطراب وليس مجرد استخدام الآلة)<o:p></o:p>

وقال في ص 86: - نقلا عن الإمام الغزالي، المجتهد في المذهب - والمنع من الأوتار كلها لثلاث علل:<o:p></o:p>

إحداها: أنها تدعو إلى شرب الخمر، فإن اللذة الحاصلة بها تدعو لذلك، ..<o:p></o:p>

والثانية: أنها في قريب العهد بشربه تذكره محاسن الشرب.. (أي الذي تاب من الشرب مؤخرا قد يعود)<o:p></o:p>

والثالثة: أن الاجتماع على الأوتار لما صار من عادة أهل الفسق منع من التشبه بهم<o:p></o:p>

(قلت:ومعلوم أن هذه العلل الثلاث ليست متحققة في ما نحن فيه)<o:p></o:p>

وعلى ما سبق، يتبين أن علماء المذاهب الأربعة الذين قالوا بتحريم الآلات الموسيقية (ومنهم الشافعية، حتى إنهم حرموا حضور عرس فيه موسيقى) كانوا يقصدون الموسيقى في مثل أجواء حفلات المغنين في هذا الزمان الذين تمتلئ سهراتهم بالاختلاط والفسق والفجور وشرب الخمر ونحوه، أو تمتلئ أغانيهم بالدعوة إلى الفحشاء والمنكر والبغي. ولم يكن العلماء السابقون الذين قالوا بالتحريم يقصدون نغمة غير مطربة جاءت كخلفية صوتية لمشهد أو فاصل إخباري أو نحو ذلك،<o:p></o:p>

والله أعلم.<o:p></o:p>

<tr><td width="107">

<o:p></o:p>

</td><td width="375">

Mohamad Akra<o:p></o:p>

CEO<o:p></o:p>

Banan Information Technologies<u><o:p></o:p></u>

Phone : +249 (1) 8533-4776<o:p></o:p>

Fax :   +249 (1) 8533-8655<o:p></o:p>

</td></tr>

From: Posterous [mailto:

ان تحريم جميع آلات الموسيقى و الآي بود و الأنغام و الأغاني  "ارحم" و "اضبط" من تحريم الطرب.
الطرب حالة سكر وجدانية عصية و خفية على التأطير الفقهي.
الطبيعة تضج بالأصوات الملهمة و أعذبها سكوت الليل في سكونه. 
قال المتنبي :  تناهى سكون الحسن في حركاتها     فليس لراء وجهها لم يمت عذرا
سر الجمال هو السكون ...  سر الصورة هو الظلام ...  سر الرقص هو الكمون ...  سر الطرب هو الصمت ...
كل أنغام  الإنسانية يصدح بها ليل خامل ...   في انتشاء الروح ، في صمت الليل ، هناك يحلو الطرب ... 
هل نحرم سيمفونية الليل من تأليف البديع الجميل ؟
- وليد