الإسلام دين الفطرة ودولة الفكرة !
إنه الشعار الذي ينبغي أن يكون عنوان المرحلة وعلوانها !
بل إنه شعار المراحل كلها ؛ إذا ما أردنا أن نكون صادقين في فهم الظاهرة الدينية عامة ، والرسالة الإسلامية خاصة .
لقد شهد المرسح الدوليُّ في القرن المنصرم وفي مشارف الألفية الثالثة سقوطاً مدوياً للإيديولوجيات المختلفة من البروليتاريا إلى الاشتراكية ومن النازية إلى الفاشية ؛ وتهاوت أنظمة الحكم تحت شعارات مختلفة ، وقامت أُخرى تحت شعارات مختلقة ؛ ونشهد اليوم هروب الحلم الإسلاموي في الخلافة الهائمة بذريعة الزمكانية ،وكأن مقولة الزمكنة هبطت فجأة من فوق الفوق ! وبات الممنوع مسموحاً
وتباهى المقدس مع المدنس !
ألم يكن حرياً أن يعترف أُولئك المنظرون لدولة الخلافة وخلافة الدولة بإن مشروعهم الإيديولوجي هو من أحلام الأحلام وليس من أحلام اليقظة ، فضلاً عن أن يكون أمراً واقعاً ؟
لماذا علينا أن ننتظر أربعين سنة أخرى لنسمع اعترافهم بعدم إمكانية مشروعهم ؟
إن مقولتنا :( الإسلام دين الفطرة ودولة الفكرة ) من شأنه أن يصالح هؤلاء مع أنفسهم شرط أن يصارحوا هم أنفسهم وجمهورهم بمستقبل الوهم الذي حلموا به طوال عقودٍ وعقودٍ !
الظاهرة الدينية حالة ساذجة لا تعقيد فيه ولا أدلجة !
وفكرة الدولة قضية بالغة التعقيد والأدلجة !
بينما دولة الفكرة تحقق مفهوم كون مملكة الداخل هي المدينة الفاضلة !!!
وفيك انطوى العالم الأكبرُ ... مملكة الله في داخلك ...فحتّام تنظر إلى القمر على صفحة الماء ؟ وأنت قادر على رفع رأسك لتنظره في فسحة السماء !!!
وأيُّ الأرض تخلو منك حتى تعالوا يطلبونك في السماءِ
تراهم ينظرون إليك جهراً وهم لا يُبصرون من العماءِ
الحسين بن منصور
الحلاج