لقاء الفيلسوف بليلى في الجحيم - من قصيدة ثورة في الجحيم للشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي


لقاء ليلى

كنت أمشي فيها فصادفت ليلى
بين أتراب كالجمان تسير
فوق جمر يشوي ونار تلظى
وأفاع في نابهن شرور
وعيون الحسناء مغرورقات
بدموع فيها الأسى منظور
قلت ماذا يبكي الجميلة قالتْ
أنا لا يبكيني اللظى والسعير
إنما يبكيني فراق حبيبي
وفراق الحبيب خطبٌ كبير
هو عنيَّ ناءٍ كما أنا عنه
فكلانا عمن أحبَّ شطير
فرقوا بيننا فما أنا أرى اليوم
سميراً و لا يراني سمير
قذفوه في هوة ليس منها
مخرج للمقذوف فيه قعور
آهٍ إن الفراق أصعب من
كل عذاب يشقى به الموزور
ولو أننا كنا جميعاً لخف الخطب
في قربه وهان العسير
لا أبالي ناراً وعندي حبيبي
كلُّ خطب دون الفراق يسير
قلتُ ماذا جنيتِ في الأرض حتى
كان حتماً عليك هذا المصير
فأجابت قد كان لي وسميراً
قبل أن نردى للجحيم نكور
جهلنا للجحيم أوجب أنا
بعد أن نردى للجحيم نزور


Regards,
Walid.
3 responses

عنوان القصيدة منتهى الأدب - ما شاء الله -: ثورة في الجحيم؟! ثورة على من؟ وهل تكون الثورة إلا على الظالم؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا...<o:p></o:p>

وأما محتواها، فتجده يكاد يكون موافقا تماما لنص القرآن:<o:p></o:p>

قال تعالى: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون، ويقول الزهاوي: ولو أننا كنا جميعا لخف الخطب في قربه وهان العسير.<o:p></o:p>

ويقول تعالى: يوم يفر المرء من .. وصاحبته ...لكل امرئ منهم شأن يغنيه، ويقول الزهاوي: إنما يبكيني فراق حبيبي...<o:p></o:p>

الحقيقة، لعل أصدق ما قاله هو البيت الأخير:جهلنا للجحيم أوجب أنا بعد أن نردى للجحيم نزور...<o:p></o:p>

والسلام<o:p></o:p>

From: Dirassat Beirut [mailto:post@dirassat.posterous.com]
Sent: Sunday, March 04, 2012 3:27 AM
To: mohamad.akra@ebanan.com
Subject: [dirassat] لقاء الفيلسوف بليلى في الجحيم - من قصيدة ثورة في الجحيم للشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي<o:p></o:p>

<o:p></o:p>

<tr><td></td></tr><tr><td width="20"></td><td>
<tr><td width="610">

<o:p></o:p>

</td></tr><tr><td><tr><td></td><td width="594">

 

</td></tr><tr><td width="16"></td><td width="578"><tr><td>

</td></tr></td></tr></td></tr></td></tr>

وللشاعر أبيات أخرى مهمة، يحارب فيها الحجاب، ويقول:<o:p></o:p>

اسفري فالحجاب يا ابنة فهر      هو داء في الاجتماع وخيم<o:p></o:p>

كل شيء إلى التجدد ماض       فلماذا يقر هذا القديم ؟<o:p></o:p>

اسفري فالسفورللناس صبح       زاهر والحجاب ليل بهيم<o:p></o:p>

اسفري فالسفور فيه صلاح       للفريقين ثم نفع عميم<o:p></o:p>

زعموا ان في السفور انثلاما       كذبوا فالسفور طهر سليم<o:p></o:p>

لا يقي عفة الفتاة حجاب                 بل يقيها تثقيفها والعلوم<o:p></o:p>

لذلك فإن مثل هذا الشاعر لا بد أن يتم نشر قصائده عن الجحيم وفراق الحبيب حتى يستفيد الناس من الدرر (أو قل الضغث) الذي يتحفنا به...<o:p></o:p>

وبالمناسبة، فعلى الرغم من أنه يذكر في ختام قصيدته (الجهنمية) الطويلة أن الأمر كله لم يعد كونه حلما، حيث يقول:<o:p></o:p>

وتنبَّهْتُ من مناميَ صبْحاً         فإذا الشمس في السماء تنير
وإذا الأمر ليس في الحق إلا       حلمٌ قد أثاره الجرجير<o:p></o:p>

فإنه حرص على إرسال رسائل متعددة من خلال هذا الحلم، فقد قال فيها:<o:p></o:p>

واصليني بالله أيتها الخمرة         إني امرؤٌ إليك فقير
أنت لو كنت في الجحيم بجنبي    لم تُرعني نار ولا زمهرير<o:p></o:p>

وهذا كما هو واضح، منتهى الأدب مع الله.<o:p></o:p>

ويقول فيها أن الحلاج يعاتب ربه لماذا ألقاه في النار، فيجيب أن تقدير الله قد يكون خطأ (!):<o:p></o:p>

لمْ شئت العذابَ لي ولماذا         لم تجَرِّبْني وأنت منه المُجير
كان في الدنيا القتلُ منهمْ نصيبي  ونصيبي اليومَ العذابُ العسير
قلت إن المكتوب لا بدَّ منه       قدَراً وإن أخطأ المقدور<o:p></o:p>

ويقول أن أهل النار ثاروا فأرجف العرش(!):<o:p></o:p>

ولقد هاجوا في الجحيم وماجوا   كخضمٍ مرَّتْ عليه الدهور
أطفأوا جمرةَ الجحيم فكانت      فتنة ٌ ما جرى بها التقدير
ثورةٌ في الجحيم أرجفت العرش   وكادت منها السماء تمور<o:p></o:p>

وأنه حصلت معارك بينهم وبين الزبانية وخزنة جهنم، فانتصرت الشياطين على الملائكة(!)، وأن الشياطين بعد ذلك هجمت على الجنة فاحتلتها وأخرجت منها أهلها المؤمنين، الذين وصفهم <u>بالبلهاء</u>، وهذا طبعا من لوازم الأدب والفصاحة والبلاغة. لكن لو قنا عنه أنه هو الأبله والأحمق لكان هذا - طبعا - حجرا على الفكر. يقول:<o:p></o:p>

ثم طاروا على ظهور الشياطين    خفافاً كما تطير النسور
يطلبون الجنانَ حتى إذا ما                 بلغوها جرى نضالٌ قصير
ثم فازوا بها وقاموا بما             يوجبه النصر والنهي والتدبير
طردوا من بها <u>من البُله</u> واحتلوا   القصور العليا .. ونعمَ القصور<o:p></o:p>

وبالمناسبة، فإن علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي هو ابن أخيه، وكان الشيخ أمجد الزهاوي يبغض عمه في الله، ولم يخرج في جنازته. وأنا أحب الشيخ أمجد الزهاوي في الله.<o:p></o:p>

والسلام<o:p></o:p>

From: Dirassat Beirut [mailto:post@dirassat.posterous.com]
Sent: Sunday, March 04, 2012 3:27 AM
To: mohamad.akra@ebanan.com
Subject: [dirassat] لقاء الفيلسوف بليلى في الجحيم - من قصيدة ثورة في الجحيم للشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي<o:p></o:p>

<o:p></o:p>

<tr><td></td></tr><tr><td width="20"></td><td>
<tr><td width="610">

<o:p></o:p>

</td></tr><tr><td><tr><td></td><td width="594">

 

</td></tr><tr><td width="16"></td><td width="578"><tr><td>

</td></tr></td></tr></td></tr></td></tr>
نعم لقد وافق الزهاوي القرآن في هذه القصيدة وانتهى الامر بليلى الى الجحيم وساء مصيرا. يا لغباء ليلى وصاحبها. شغلتهم الغواية ببعضهم البعض عن الآخرة وبئس قدر الغاوين. والى من تغنى من الشعراء والأدباء  بأوهام من الحماقات الطينية السفلية مزِّق أعمالك وتذكر انه ما قادك شيء مثل الوهم الى اللقاء بليلى في جحيمها الأبدي. 
لكن أسلوبه الشعري سهل كأنه ينثر الشعر  بدون تكلف. 
Regards,Walid.